أخرى سوف نأتي على ذكرها في الخاتمة . ولا يخفى أن هذه المقامات الآخرى لا يتوقف عليها الإيمان ، فكثير من علمائنا في علم الرجال يشيرون إلى أن الاعتقاد بأدنى مراتبه وهو إجمال الزعامة الدينية والدنيوية - كما هو حال كثير من الناس والرواة - كاف في اعتبارهم من الإمامية . ثامناً : تحليل الاقتداء وقد يطرح هاهنا إشكال حاصله : إن اثبات المقامات الغيبية للنبي والأئمة وتعميق هذا الجانب في شخصيتهم البشرية يتنافى مع جعلهم قدوة للبشرية ولا يتلاءم مع أمر الله عز وجل باتباعهم واتخاذهم أسوة . بيان ذلك : أن طبيعة الاقتداء والاتباع أن يأمل المقتدي من الوصول إلى مرتبة المقتدى ، وأن يجعل همه الأول هو الوصول إليه والسير على هداه ، وهذا يعني أن يكون المقتدى بمرتبة ومقام يمكن الوصول إليه ، أما إذا كان مقامه مما لا يمكن الوصول إليه بل هو ممتنع المنال فكيف يجعل قدوة ونؤمر باتخاذه أسوة ! فعليه يجب حصر الجانب الغيبي في ما يظهرونه من معجزة لاثبات الرسالة والإمامة فقط . وقد يطرح الاشكال بنحو آخر أن تعميق هذا الجانب الغيبي في أحكام الاقتداء الدين سوف يبعد الدين عن الجوانب الاجتماعية والمادية التي جعلها ضمن اهتماماته ، وبتعبير آخر أنه لو قلنا أن ملاكات الأحكام أمور غيبية بعيدة عن تأثيرات وضعية دنيوية سوف يفقد المكلف الدافع المحرك للسعي وتحصيل تلك الملاكات . وفي الواقع ليس هذا الاشكال بصياغتيه شيئا جديدا مبتكرا بل هو اشكال يعود في جذوره إلى ما قبل الاسلام ، حيث كان الناس يعتقدون أن الوصول والاتصال