الخلاصة : ان التعبير بلفظ الشورى المشتق من تشاور واشتور ، والإشارة والمشورة هي إراءة المصلحة ، وشاورته في كذا راجعته لأرى رأيه ، وشرت العسل أشوره جنيته ، وأشار بيده إشارة أي لوح بشيء يفهم من النطق . فمادة الشورى تعطي معنى الاستفادة من الخبرات والعقول الآخرى لكي يكون العزم على بصيرة تامة ، فهي نظير ما جاء من أن أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله ، واعلم الناس من جمع علوم الناس على علمه ، فهي توصية بجمع الخبرات وتنضيج وتسديد الرأي وتصويبه بكشف كل زواياه الواقعية عبر الأذهان المختلفة ، وقريب من ذلك ما قاله اللغويين إنها استخراج الرأي بالمفاوضة في الكلام ليظهر الحق . سواء كان الأمر بيد الفرد الواحد أم لا ، كما هو الحال في سلطة الانسان على أمواله إذا أراد ان يقدم على بيع أو عقد معاملي ، فان استبداده برأيه يؤدي به إلى الجهالة بخلاف ما إذا اعتمد المشورة والاستشارة ، ولكن ذلك لا يعني في وجه من الوجوه قط سلطة المشير على المستشير ، أو سلطة المشير مع المستشير وإنما يعني اعتماد الوالي على منهج العقل الجماعي في استكشاف الموضوعات والواقعيات العارضة . وهذا هو مفاد الروايات المستفيضة في باب الإشارة والمشورة والاستشارة والشورى ، أي التوصية باعتماد تجميع الخبرات والعقول ، لا جعل السلطة بيد المجموع بل الفيصل والنقض والابرام والترجيح بين وجهات النظر يكون للولي على الشيء بعد استطلاعه على الآراء المختلفة ، كما هو دارج قديما وحديثا في