بيان ذلك : ان القدسية تعني إضفاء احترام وخضوع خاص لحقيقة معينة أو لقضية ما ، وبتحليل أدق هي خضوع القوى العملية للإنسان للقوى النظرية ، باعتبار أن هذا هو الأمر الطبيعي لقوى الإنسان ، حيث ان القوى العملية ليس لها قوة الإدراك فلابد ان تجد طريقها في الهداية بتوسط القوى النظرية ، فالقدسية فعل من أفعال القوى العملية ، وهو احترام وخضوع لإدراك يتم بواسطة قوة العقل النظري ، وهي الحالة الطبيعية لما يجب ان يكون عليه تفكير الإنسان . ومن جهة أخرى فإن التشكيك على نحوين : أحدهما : ممدوح والآخر مذموم أما الممدوح فهو التشكيك لاستكشاف المجهولات وبيان الحقائق ، وهو الذي يدفع الإنسان للبحث والتنقيب ، وهذا يزول بمجرد بروز الحقيقة وقيام الأدلة والبراهين الساطعة . أما المذموم فهو التشكيك الذي يؤدي إلى زعزعة الحقيقة الحاصلة في النفس ، من دون أن يدفع نحو الفحص ، بل تبقى حالة الشك والاضطراب والتحير وعدم القدرة على الاذعان بالبرهان السليم . مستولية على هذا الفرد . وهذه حالة مرضية مستعصية يفقد بها الإنسان قدرته على التعايش حيث تكون الادراكات الصحيحة غير قادرة على توليد الاذعان بها لديه . فالشك ليس إلا جسر يُعبر عن طريقه إلى الحقيقة سواء جهة النفي أو الاثبات ، أما بقاء حالة الشك فهذا مرفوض ومذموم . النقطة الرابعة : من الدعائم الفكرية التي يقوم عليها المذهب الوهابي ، والتي بنوا عليها نتائج كثيرة لها أهمية اجتماعية وسياسية ، هي ان القرآن الكريم في آيات كثيرة يركز على