عقيدة مهمة ، وهي التوحيد ونفي الشرك ولا يتعرض لأصل وجود الله ، والسر في ذلك ان العرب في ذلك الوقت كانوا يؤمنون بأصل وجود الله لكنهم كانوا يجعلون له شركاء في الوجود والعبادة من أصنامهم ، لذا واجه القرآن ذلك وركز على إنه واحد لا شريك له . وبنوا على هذه العقيدة أن الإنسان يجب ان يرتبط بالله مباشرة من دون أية حاجة إلى وسيط ، والخضوع غير جائز إلا له ، وان الله لا يجعل أية واسطة أو وسيلة بينه وبين العبد . وقد سبقهم المفسرون بعض الشيء في أصل دعواهم بمعنى ان الدارس للقران الكريم يتضح له ذلك بنحو جلي وأن هناك آيات كثيرة تركز على هذا الجانب لكننا نقول لهم : حفظت شيئا وغابت عنك أشياء . وذلك لانّ هذا الاستقراء ناقص ، إذ أن الآيات التي تركز على ذلك الجانب واردة في العهد المكي . أما الآيات الواردة في العهد المدني وهو عصر تكوين الدولة الإسلامية فلا تركيز لها في هذا الجانب ، بل ركزت على جانب آخر مهم ، وهو التوحيد ونفي الشرك في الطاعة . وبعبارة أخرى بعد بناء المجتمع الإسلامي وأصبح مَن في المدينة موحداً في العبادة ولا يشرك بالله أحدا في الوجود الإلهي وبطلت أصنام الجاهلية ، وجّه القرآن المسلمين إلى مفهوم آخر يعتبر استكمالا للتوحيد في العبادة وذلك ان العبادة الرسمية وحدها لا تكفي بل يجب ان تقترن بالطاعة ، وهذه الطاعة تكون لِمَن نصبه الله فطاعته تكون طاعة لله ومعصيته تكون معصية لله ، بل ان طاعة مَن لم ينصبه الله هي شرك . فليس لأحد حق الطاعة إلا من خلال أمر الله جل وعلا . فإذن الآيات المكية ركزت على التوحيد ونفي الشرك في الوجود الإلهي والعبادة ، والآيات المدنية ركزت على التوحيد ونفي الشركة في الطاعة ، والوهابية