نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 91
وذلل لي صعوبته وأعطني من الخير أكثر مما أرجو واصرف عنى من الشر أكثر مما أخاف ) . ثم ركب راحلته حتى إذا بلغا قصر المنصور ، أعلم المنصور بمكانه . فلم يحجبه قليلا أو كثيرا ، بل تفتحت الأبواب . ورفعت الستر . فلما قرب من المنصور قام إليه فتلقاه . وأخذ بيده وماشاه . حتى انتهى به إلى مجلسه . ثم أقبل عليه يسأله عن حاله . وذات يوم عزم المنصور على حاجبه الربيع بن يونس أن يدعوه ، وكانت تبرق في أساريره بوارق الخطر . فلما خرج من اللقاء بسلام سأل الربيع الإمام الصادق عن الدعاء الذي دعا به ربه فأكرمه الله في لقاء المنصور . فأخبره به . فالصادق يستحضر رضى بارئ السماء في كل آونة وتعينه السماء . ومع ذلك السلام الذي نشده الصادق وعلمه ، يروى الطبري أن المنصور لما عزم الحج - في آخر أيامه - دعا ريطة بنت أبي العباس زوج المهدى ، وكان زوجها بالري ، فأوصاها بما شاء ودفع إليها مفاتيح غرفة بها خزانته ، وأمرها ألا تسلمها إلى المهدى إلا عندما يجئ نبأ موت المنصور فلما مات ذهبت ريطة والمهدى ففتحا الغرفة فإذا بقتلى من بنى على في آذانهم رقاع . فيها أنسابهم وهم بين شيوخ وشباب وأطفال . فلما رأى المهدى ذلك ارتاع . فحفرت لهم مقبرة دفنوا فيها ثم بنى عليها دكانا . لم يكن المنصور يكتفى بأن يقول مقالة لويس الرابع عشر بعد ثمانية قرون " أنا الدولة " . ذلك المقال الذي نبذه واستهجنه الساسة والمؤرخون في الشرق والغرب ، بل كان المنصور يدعى دعوى أبعد وأشد . كان يخطب فيقول : " إنما أنا سلطان الله في الأرض " فيجمع في يده ما عجر عنه الأباطرة والبابوات جميعا ! فإنما تقاسم الإمبراطور والكنيسة الأشياء ، في القرن التاسع للميلاد ، فصار لقيصر ملك الأرض وللكنيسة .
91
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 91