responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي    جلد : 1  صفحه : 55


كانت كربلاء قارعة رجت الأرض رجا بعيد الإسلام غضا في الأنفس ، بما كان فيها من التصميم والإجماع على الاستشهاد في سلبية لقد انقضى بين يوم وفاة النبي وبين كربلاء خمسون عاما ، كانت ضرورية لتدهور إحساس بعض الرجال في أجيال ، تدهورا كافيا ليقتلوا ابن نبيهم ! وهم يصلون عليه ! وعلى آله الذين يقتلونهم !
وحسب هؤلاء المجرمين حكما عليهم أن يقول لهم كبيرهم " يزيد ابن معاوية " وعيناء تدمعان : " قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين " . .
وإنما أطلق الروع دموعه ، وأنطق الفزع لسانه ، بقالة رياء .
فلقد كرر جنده يوم " الحرة " ما فعلوه ، منذ عامين ، في كربلاء . كما صنعوه مرة ثالثة إذ قذفوا الكعبة بالمنجنيق من أعلى جبل أبى قبيس .
فالجريمة الأولى تدفع إلى الثانية ، فالثالثة وغيرها . والجرائم يصنعها المجرمون ، وتصنع المجرمين .
ويبقى هذا الرياء من يزيد ، صيحة استهزاء بقوم باعوا أنفسهم للشياطين . لقاء متاع قليل ، لا يلبث أن يزول . قد لا يرضى عنه من ارتكب لأجله ، لكنه مأخوذ به ، ولو لم يرض عنه . فالقائد الظالم مسؤول عما يقع من جنده . فما يظلمون إلا بظلمه ، إن لم يظلموا بأمر صريح منه .
قالوا : كان الحسين يستطيع بالمداورة أو المناورة أن يكسب الزمن ، أو يستطيع بالاستسلام أن يكسب الحياة ، لكنه الذي قال فيه وفي أمه وأبيه وجده ، إقبال : [1] هي بنت من ! هي زوج من ! هي أم من ! * من ذا يداني في الفخار أباها !
ومن قبله رفض أبوه رأى المغيرة بن شعبة أن يكسب الزمن بترك معاوية على الشام حتى يبايع . فلم يقبل على أن يناور أو يكسب الزمن .
وناور المغيرة فصار عاملا لمعاوية !



[1] الشاعر محمد اقبال . شاعر الهند وباكستان .

55

نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست