نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 5
أرساها . فالمواقف أعمال . وهي أعلى صوتا من الأقوال . ولقد يعدل الموقف الواحد جهاد عمر كامل ، أو مهمة حياة رجل . وهو ، بمكانه من " أهل البيت " ، وحقه في الخلافة ، وإمامته للفقهاء بلا استثناء ، كان غرضا يطلبه أعظم خلفاء بنى العباس ليضيفه إلى قوائم القتلى من صناديد القواد ، أو الشهداء من " أهل البيت " . وكان درسا من السماء أن يسيطر الإمام على الميزان إذ يلتقيان ، فيضعف الطالب عن المطلوب ، ويرتفع الإمام الصادق بالخليفة القاتل إلى مستوى الحاكم العادل . * * * والمستقبليون الذين يتكلمون اليوم عن الأخذ بأسباب النهضة العلمية ، كمثل السياسيين الذين لا يرون النهضة بالغة شأوها إلا أن تكون شاملة لأمور الدين والدنيا - هؤلاء وأولاء ، بحاجة إلى أن يظهروا على حياة الإمام الصادق ، ليروا مقدار ما تفلح الدعوة الصادقة بالمبادئ الصحيحة ، والخطط المنجحة ، في إقامة دول ، ومجتمعات ، قوامها الدين والعلم والعدل والاقتصاد العصري . وكمثلهم دعاة الإصلاح الذين يمثلهم الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الأزهر في النصف الأول من هذا القرن عندما قال : " إن الأمم ليست بكثرة أفرادها وعديدها ولكن بروحها وإيمانها وخلقها . ولعمري إن سبيل ذلك لهو العلم " - وقال " إن كل إصلاح لا يقوم على أساس تقوية الروح الديني في الأمة لا بقاء له . ولا خير فيه . وإذا قلت الروح الديني فإنما أريد الأخذ العملي بالشريعة عن إيمان وثقة . لا أن نكتفي بما ينص عليه الدستور من أن دين الدولة هو الإسلام . ثم نكون في أكثر أحوالنا تشريعاتنا و أخلاقنا على خلاف ما يأمر به الإسلام وينهى عنه الإسلام " . والله نحمد : لقد غيرت مصر في سنة 1971 دستورها الذي أشار
5
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 5