نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 4
اليوم يلتمسون في كنوزهم الذاتية مصادر أصيلة للنهضة ، مسلمة غير مخلطة ولا مستوردة . هو الإمام الوحيد من " أهل البيت " الذي أتيحت له إمامة دامت أكثر من ثلث قرن ، تمحض فيها مجلسه للعلم ، دون أن يمد عينيه إلى السلطة في أيدي الملوك . وبهذا التخصص سلم الأمة مفاتح العلم النبوي ومنه يبدأ التأصيل الواضح لمنهج علمي عام للفكر الإسلامي ، نقلته أمم الغرب فبلغت به مبالغها الحالية . وعمل به بين يديه ، ثم أعلنه ، تلميذه جابر بن حيان أول كيمائي كما تبايع له " أوروبة الحديثة " ، وهو " منهج التجربة والاستخلاص " ، أي الاعتبار بالواقع وتحكيم العقل ، مع النزاهة العلمية . فالإمام الصادق هو فاتح العالم الفكري الجديد ، بالمنهج العقلاني والتجريبي ، كأصحاب الكشوف الذين فتحوا أرض الله لعابده فدخلوها آمنين . والإمام الصادق هو الإمام الوحيد في التاريخ الإسلامي ، والعالم الوحيد في التاريخ العالمي ، الذي قامت على أسس مبادئه " الدينية والفقهية والاجتماعية والاقتصادية " دول عظمي . ومصر تذكر منها أكبر دولة عرفها التاريخ فيها من عهد الفراعنة - الدولة الفاطمية - التي امتد سلطانها من المحيط الأطلسي إلى برزخ السويس . ولولا هزيمة جيوشها أمام الأتراك لخفقت أعلامها على جبال الهملايا في وسط آسيا . والعالم كله مدين لها بمدينة القاهرة . والمسلمون يدينون لها بالجامع الأزهر ، الذي حفظ القرآن والسنة واللغة العربية ، وعلومها كافة . ويدينون لتعاليم الإمام بقيام دولة كبيرة في إيران . ومجتمع عظيم بالعراق . ومعاهد علمية يتصدرها النجف الأشرف ، وشعوب قوية في الهند وباكستان واليمن وأفغانستان ووسط آسيا ولبنان وسورية كثير سواها . وهو الإمام الذي علم بالمواقف التي وقفها ، قدر ما علم بالمبادئ التي
4
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 4