نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 334
والسخاء سمو ، ولو من الجاهل يقول الإمام " جاهل سخي أفضل من ناسك بخيل " . فلنتصور مجتمعا يسود فيه السخاء . ويعم العطاء ، ويتواتر المعروف ، ليتعاون الناس في دنياهم . وتستوثق القربى فيهم ، فتزداد لحمة الأسرة وثاقة ، ثم تلتزم الجماعة والأفراد بالمكارم العشرة التي نص عليها الإمام ! إنه المجتمع الإسلامي ! . لنقرأ وصية الإمام لعبد الله بن جندب ، لنلمس مواقع الجمال والكمال في هذا المجتمع . ( لا تكن بطرا في الغنى ولا جزعا في الفقر . ولا تكن فظا غليظا يكره الناس قربك . ولا تكن واهنا يجفوك من عرفك . ولا تشار من فوقك . ولا تسخر ممن دونك . ولا تنازع الأمر أهله . يا ابن جندب : لا تتصدقن على أعين الناس يزكوك . فإنك إن فعلت ذلك فقد استوفيت أجرك . ولكن إذا أعطيت بيمينك فلا تطلع عليها شمالك . فإن الذي تتصدق له سرا يجزيك علانية . فقد علم ما تريد ) . الأخوة كان طبيعيا أن تمتد هذه المبادئ السياسية والاجتماعية ، الموجهة للأفراد ، إلى بيئتهم . وأن يكون المقام العظيم للأصحاب والصحبة . وهي القرابة التي يختارها المرء لنفسه ولا تفرض عليه من أسلافه . والصحبة أداة منجحة للتكافل والتكامل . وبها تجتمع " الخلية الأولى " للجماعة الهادفة . ولعل في اهتمام الإمام بالصحبة والأخوة دليلا على اتجاهه نحو إيجاد مجتمع أو جماعات تتآخى في التشيع . وبمثل هذه الجماعات قامت الدول الشيعية على نظم مشهورة في الدعوة لها ، خافية أو معلنة ، وبخاصة نظم الدعوة الإسماعيلية . وكما حفلت مجالس الإمام ومقولاته بوصف ( الجعفري ) وبعبارة ( شيعتنا ) ، حفلت بتوكيد أسباب التعاون بين الإخوان . هو أولا يجعل المودة بينهم من الدين فيقول ( من حب الرجل دينه حبه إخوانه ) ثم ينتقل من الوضع الديني إلى الاجتماعي فيقول " وطن نفسك على
334
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 334