نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 316
ولقد وهم الذين نسبوا أسباب التشيع في خراسان إلى ما زعموه من تشابه تتابع الخلافة النبوية والدينية في بيت الرسول ، وتوارث الملك عند الفرس في الدولة الكسروية ، وحكم كسرى " بالحق الآلهي " . فلقد ترك الفرس دين كسرى بتمامه إلى الإسلام وقواعده . إنما كانت تفرقة الولاة والحكام بين العجم وبين العرب سببا لتصبح المساواة صيحة التجمع منهم على أمير المؤمنين على وبنيه . وكان أهل البيت مضطهدين ، تهوى إليهم الأفئدة . وكانوا شجعانا يستشهدون . فاجتمع على إيجاب الانضمام إليهم الدين والعقل والمصلحة . وهي دوافع كافية للجهاد ضد بنى أمية . أما زعم الزاعمين أن إصهار الحسين إلى الفرس في أم زين العابدين كان سببا لتشيعهم فينقضه أن ابني عمر وأبى بكر أصهرا إليهم في أختين لها ، ومع ذلك لم يتعصب الفرس لأبويهما . لأمراء كان طلب المساواة هو الباعث على التشيع لعلي ، من قوم سلبت حقوقهم في المساواة . وهم في قمة المجتمع العلمي والديني يحملون مسؤوليات الدين الجديد مع العرب . [1] والدول العظيمة ، والحروب الدامية ، وتغيير التاريخ ، لا يحدثها الغضب من أجل النسب . وإنما تحدثها المبادئ الخالدة والبطولات الرائعة وابتغاء مستقبل أفضل . وتفسير التاريخ على أساس النسب تفسير أو ربي يدفع المستشرقين إليه سوابق " الزواج السياسي " بين ملوكهم و " حروب الوراثة " بين دولهم . العدل - ونزاهة الحكم : في حياة على ومبادئه ، وخطبه وأقضيته ، عن هذين ، ما لا نظير
[1] ومن المستشرقين من يلقى القول على عواهنه : " فلهوزن " مثلا يخلط بين أشياع على وأتباع ابن سبأ الذي يبرأ الشيعة منه . فيقول إن بعض العقيدة الشيعية نبع من اليهودية ، أكثر مما نبع من الفارسية . " ودوزى " يرى إن الأصل في التشيع فارسي . لأن الفرس يدينون بالملك والوراثة فيه والحق الإلهي . " وفان فلوتن " يرى أن التشيع كان مباءة للعقائد الآسيوية . ومن المؤرخين من تابعوا المستشرقين .
316
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 316