نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 312
ولقد طالما افتتن بشخصيته الناس ومنهم المستشرقون الذين يتحدثون عنه ، على طريقتهم في الإيضاح عن آرائهم ، مثل كارادي فو . حيث يتصوره ( ذلك البطل المتوجع المتألم . والفارس الصوفي . والإمام ذو الروح العميق القرار ، التي يمكن في مكامنها سر العذاب الإلهي ) . وإذا ذكرت كلمة ( الإمام ) مطلقة ، انصرفت إلى علي بن أبي طالب دون سائر الصحابة . ولم يكن النهج العلمي الذي أوجزنا الإشارة إليه ، قبل ، إلا استعمالا لأصول تهدى إلى معرفة حكم الشرع ودليله ، لبلوغ " السعادة في الدنيا والآخرة " . وكان طبيعيا ، وقد تضافرت في رسم حدود هذه السعادة ، وضوابطها ، والعلاقات الهادية إليها نصوص القرآن والسنة . أن يجلي الإمام علي في هذا المجال . وأن يتخلف لنا من حياته وسنوات حكمه على قصرها ، وانحسار سلطته فيها ، مواقف معلمة ، ونصوص شارحة ، وأن يتتابع في نسقها أعمال الأئمة من بنيه ليتشكل منها " مذهب سياسي واجتماعي واقتصادي " متكامل : فنرى الحسن يضرب مثلا في العطاء وحقن الدماء . ونرى الحسين يضرب مثلا للجهاد في حروب الأمة وللاستشهاد في سبيل الحق . ونرى الأئمة بعدهما يفصلون القواعد للمجتمع العظيم ، والدولة المثلى ، والأسرة الفاضلة ، والإنسان الذي يتغيا الكمال . وكان لزاما ، أن تكون بين تعاليمهم تعاليم دستورية واقتصادية واجتماعية . فالإمام على ، والأئمة من عقبه ، بناة دول ، وحماة مجتمعات . ازدهرت فيها الأسرة وصلح بها الرجل والمرأة . واستغنى الناس فيها بكدهم وكدحهم . في الدولة وقواعدها لم يكد أمير المؤمنين يتلقى البيعة حتى أطلق كلماته كالصواعق رجوما للمنحرفين . أو كالبوارق المتألقة بآمال المصلحين . في منهاجه السياسي والاجتماعي والاقتصادي الجامع . المساواة أساس الدولة لقد خطب في اليوم التالي لمبايعته فقال ( أما بعد . . ألا لا يقولن رجال منكم
312
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 312