نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 304
ولا عجب أن تتآمر كثرة الأوربيين بالصمت عن مناهج العلم الحديث المنقولة من نهج المسلمين . كدأبهم في تنكير صلة آباء العلوم الرياضية والهندسية بالمهد الذي نشأت فيه . فذلك استمرار للحرب الصليبية ، وإخضاع للحقائق العلمية للتعصب الديني المتأصل في الحضارة الأوروبية . فهم لا يذكرون أن فيثاغورث وأرشميدس وإقليدس آباء الرياضيات ألقوا الدروس وتلقوها في مدرسة الإسكندرية بمصر - ولا يذكرون أنهم لم يعرفوا كتاب إقليدس المسمى ( الأساسيات ) أو ( العناصر ) إلا عن نسخة عربية . ولا يذكرون أن أو روبة المعاصرة أخذت عن العلم الإسلامي المنهج العلمي المعاصر ، أي منهج التجربة والاستخلاص . يقول الشاعر محمد إقبال [1] إن دبرنج Dubring يقول ( إن آراء روجير بيكون أصدق وأوضح من آراء سلفه . . ومن أين استمد روجير بيكون دراسته العلمية ؟ من الجامعات الإسلامية في الأندلس ) . ويقول بريفو [2] Robert Briffault . إنه لا ينسب إلى روجير بيكون ( 1294 ) ( 3 ) ولا إلى سميه الآخر فرانسيس بيكون ( 1626 ) أي فضل في
[1] في كتابه إعادة تكوين الفكر الديني في الإسلام The Reconstruction of Religious Thinking [2] في كتابه صنع الإنسانية Making of Humanity ( 3 ) مات روجير بيكون سنة 1294 واستمرت الجامعات العربية والعرب في الأندلس قرنين بعد ذلك ، إلى جوار المعاهد التي أنشئت لترجمة علومهم في فرنسا والأندلس وإيطاليا وألمانيا وكان يجيد اللغة العربية والعبرية ، ويمارس التجارب العلمية في الطبيعة والكيمياء ، وقاومه معاصروه لكن البابا شد أزره . وكان جزاؤه السجن في باريس من أجل كتاباته . وهي تعتبر طلائع لكشوف علمية حديثة ( كالعدسات والسيارات ذات المحرك البدائي والطائرات ) وهو القائل ( الفلسفة مستمدة من العربية . فاللاتيني - على هذا - لا يستطيع فهم الكتب المقدسة والفلسفة إلا إذا عرف اللغة التي نقلت عنها ) . ومن قبل ذلك بقرون - وعلى التحديد في سنة 920 طلب ملك الصقالبة إلى الخليفة أن يبعث إليه معلمين وفقهاء فصنع . وكان الجغرافيون العرب في أرمينية منذ القرن التاسع للميلاد . كذلك تلقى البابا سلفستر ( 999 - 1003 ) علومه بجامع قرطية ، وكان اسمه الراهب جلبير ، قبل أن يصير رئيسا لدير رافنا . وهو ناقل العلوم العربية والأرقام العربية إلى أوربة . وقد أنشأ مدرسة في إيطاليا وأخرى في ريمس بألمانيا لنقل العلوم العربية . وثاب أن مدرسة الوعاظ في طليطلة نشأت مدرسة لتدريس اللغة العربية سنة 1250 م ثم أمر مجلس فينا سنة 1311 م بتدريس العلوم العربية في باريس وسلامنكا وغيرها . وفي سنة 1207 أنشأت جنوه جامعة لنقل الكتب العربية ، وفي سنة 1209 ، 1215 قرر المجمع المقدس منع تدريس كتب ابن رشد وابن سينا لما فيها من حرية فكرية . وفي سنة 1296 قرر المجمع اللاهوتي تحريم تدريس الفلسفة العربية وحرمان ( كل من يعتقد أن العقل الإنساني واحد في كل الناس ) . . وكان الإمبراطور فردريك الثاني قد أنشأ جامعة نابولي لنقل العلوم العربية فوق ما تنقله مدرسة سالرنو المجاورة . وأنشأ العرب المطرودون من إسبانيا مدرسة مونيليه في بروفانس بجنوب فرنسا . والشريف الإدريسي هو معلم روجار ملك صقلية . صنع له كرة من فضة ، ككرة الأرض ، سنة 1153 ، قبل أن تعرف أوربا أن الأرض كروية . ومن الثابت أن فيبروناتشى Fibronacci أول عالم اشتغل بعلم الجبر قد رحل إلى مصر وسورية في عصر الملك فردريك الثاني ملك صقلية وأن ادلارد البائى Adilard of Bath درس على العرب علمي الفلك والهندسة . وما هؤلاء إلا طلائع للعصر الذي عاشوا فيه . وفي العصر ذاته كانت مدرسة صقلية وكمثلها مدرسة سالرنو في جنوب إيطاليا وجامعة نابولي التي أنشأها الإمبراطور فردريك الثاني تذيع العلم العربية واحتل العرب جزر البحر الأبيض ابتداء من كريت سنة 212 إلى صقلية سنة 216 أي في النصف الأول من القرن التاسع للميلاد كما استولوا على باري وبرنديزي في وسط إيطاليا وتوطدت سيطرتهم على مقاطعتي كاميينا وأبروزي وأقاموا فيهما إمارات عربية . وامتد سلطان عرب الأندلس إلى جنوب فرنسا في مقاطعة بروفانس . وحاصروا روما . وكانت ملابس البابا موشاة بالأحرف العربية . وتأثر دانتي بالثقافة العربية واضح في الكوميديا الإلهية . وهو يذكر صلاح الدين الأيوبي والدوق جود فرى ( الملك جود في ملك بيت المقدس في حرب الصليبين ) في كتابه . وكانت السفارات بين الملوك والأمراء الفرنجة والسلاطين تمد إلى أوربة أسباب الحضارة . وكانت كتب ابن رشد والغزالي أيامئذ تقدم الغذاء العلمي للفكر الأوربي . وكتابات القديس توماس الأكويني ( القديس توما ) ناطقة بالتأثر الظاهر أو بالنقل الكامل . وأول مرصد فلكي أقيم في أوربة أقامه العرب بأشبيلية وأول مدرسة طبية في أوربة هي التي أقاموها في ساليرت . ومنذ سنة 970 كان في غرناطة بإسبانيا 120 مدرسة منها 17 مدرسة كبيرة و 27 مدرسة مجانية يتعلم فيها نبلاء أوربة علوما عربية . ولما سقطت طليطلة في سنة 1085 في أيدي الأسبان أقاموا المدارس لترجمة العلوم العربية فيها ولم يتوقف النقل بل أتيحت له مصادر جديدة بسقوط قرطبة سنة 1236 ثم بسقوط غرناطة سنة 1492 . وكان بلاط الفونسو السادس بعد سقوط طليطلة مصطبغا بالثقافة العربية . بل هو أعلن نفسه امبراطور العقيدتين . المسلمة والمسيحية . وكان الفونسو الخامس الملقب بالحكيم ملك قشتاله من سنة 1252 إلى 1284 أكبر دعاة الثقافة العربية . وقد جمع له اليهود كل كتب العرب وفي سنة 1250 أنشأت جماعة الوعاظ في طليطلة - مدرسة لتدريس اللغة العربية والعبرية بقصد تنصير المسلمين كما ألفت الكتب للدفاع عن المسيحية ضد المسلمين . وكان الأسقف ستيفن في باريس يناقش كتب ابن رشد . وفي آخر أيام المسلمين بالأندلس أنشئت محاكم التفتيش لمقاومة العلم والفلسفة اللذين خيف انتشارهما من كتب المسلمين . وفي بحر ثمانية عشر عاما من ( 1481 - 1499 ) أحرقت هذه المحاكم 220 و 10 رجلا أحياء . وشنقت 6860 . وعاقبت بعقوبات أخرى سبعة وتسعين ألفا . وفي سنة 1502 قرر مجمع لا ترانا لعن من ينظر في فلسفة ابن رشد . لأنه يقول بحرية العقل . يراجع الفصل الثاني ( وعنوانه ( قوة الحضارة العلمية ) من الباب الأول في كتابنا ( توحيد الأمة العربية . فقرات 4 إلى 18 ) .
304
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 304