نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 295
إلى السداد . أو تجعله يصل إلى السداد . وهذا الاحتمال الذي يلازم الاجتهاد يحتمل تداخل العناصر . فالنتائج نسبية حتى تقطع التجربة بأنها لا تتخلف أبدا . . وهي في الفقه تبقى نسبية حتى تبلغ الحكم الذي شرعه الشارع - فشرع الله هو الثابت . الذي يقصد المجتهدون قصده . * * * وربما كان الكلام المنقول عن " جابر بن حيان " أوضح كلام في الدلالة على المنهج التجريبي الذي تعلمه في مجلس الإمام أو من كتب الإمام . يخاطب جابر الإمام في مقدمة كتابه الأحجار بقوله : ( وحق سيدي - لولا أن هذه الكتب باسم سيدي - صلوات الله عليه - لما وصلت إلى حرف من ذلك إلى الأبد ) . ويقول جابر في كتابه الخواص عن طريقته ( اتعب أولا تعبا واحدا . واعلم . ثم اعمل . فإنك لا تصل أولا . ثم تصل إلى ما تريد ) . وفي كتابة السبعين يقول ( من كان دربا ( مجربا ) كان عالما حقا . ومن لم يكن دربا لم يكن عالما . وحسبك بالدربة في جميع الصنائع أن الصانع الدرب يحذق وغير الدرب يعطل ) . ويحصل جابر طريقته في عبارته المأثورة ( علمته بيدي . وبعقلي . وبحثته حتى صح وامتحنته فما كذب ) وفي هذا المقام يقول أستاذ الفلسفة الإسلامية المعاصر في جامعة القاهرة . د . زكى نجيب محمود ( . . فلو شئت تلخيصا للمنهج الديكارتي [1] كله لم تجد خيرا من هذا النص الذي أسلفناه عن جابر ) . ويرى الصيدلي المعاصر د . محمد يحيى الهاشمي إن " الواقعية " هي التي سوغت لجابر أن يقسم القياس أو الاستدلال والاستنباط إلى ثلاثة أقسام - المجانسة ومجرى العادة وبالآثار - ومن دلالة المجانسة دلالة الأنموذج كمن يريك بعض الشئ دلالة على كله . وهو استدلال غير قاطع . إذ الأنموذج لا يوجب وجود شئ من جنسه يساويه تماما في الطبيعة والجوهر . وكذلك دلالة مجرى العادة فإنه - كما يقول جابر ( ليس فيه علم يقين واجب اضطراري برهاني