نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 284
فهذا العلم دين . والمجلس العلمي كمجالس العابدين . والشيخان ، وإن خالفتهما نظريات الشيعة ، محل إجلال المسلمين . وكمثل الشيخين في حفظ الكرامة . عثمان بن عفان . وهم جميعا - كعلى بن أبي طالب - أصحاب بل أصهار لصحاب الشريعة . وتعليم الشريعة أول أعمال الإمام . والإمام سيد عصره . لا تسقط من حضار مجلسه كلمة نابية . بهذه النزاهة الفعلية والفكرية ، وبالإخلاص للمعرفة . والتزام قيم الإسلام ، استعمل الإمام الصادق " العقل " أصلا من الأصول ، إلى جوار القرآن والسنة والإجماع . * * * والنص على العقل واستعماله مستمد من القران الذي طالما خاطب فطرة البشر " لتعتبر " بما تدركه الحواس من آيات الله ، وتتدبرها ، وتستصحبها ، لترى آلاءه على عباده . وتشهد تقديره وتدبيره . فتقنعهم بوجوده ووحدانيته وقدرته ، فتصبح الدليل ما بعده دليل [1] . وكما استعمل " الصادق " العقل ، استعمل الحرية ، التي منحها القرآن للإنسان : لا يكره الناس على أن يكونوا مؤمنين ، ولا يستعمل في جدالهم إلا التي هي أحسن . ولا في وعظهم إلا الموعظة الحسنة . حتى ثبوت الألوهية لا يرضاه الله بإكراه . والعقل لا يعمل إلا حرا . وإذا أكره تعطل أو انحرف . والجدال بعنف تعسف . و للعقل كرامة . والكرامة هي الحرية . والاعتبار بالآثار والأشياء المحيطة بالناس ، بالمشاهدة والاستخلاص ، ثم الحرية والأمانة في التفكير والتقدير . أي النزاهة الفكرية . هما صميم المنهج . وهو لا يتجلى في الدلالة على الله جل ثناؤه . إليك مثلا من زنديق تحداه بقوله : كيف يعبد الله الخلق ولم يروه ؟ - قال الصادق : ( رأته القلوب بنور الإيمان . وأثبتته العقول بيقظتها إثبات العيان . وأبصرته الأبصار بما رأته من حسن التركيب وإحكام التأليف . ثم الرسل وآياتها . والكتب ومحكماتها . واقتصر العلماء على ما رأوه من عظمته دون رؤيته ) .
[1] ( المنهج العلمي المعاصر مستمد من القرآن ) للمؤلف مطبعة دار الاتحاد العربي صفحات 11 إلى 54 .
284
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 284