نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 28
أكلهم . فإنهم : إما أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق ، يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل ) . - وعلي هو الذي يضبط فحوى الشرع ويرفعه إلى مقامه الحق في تعريفه للفقيه فيقول للمسلمين ( الا أنبئكم بالفقيه ، حق الفقيه ؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله . ولم يرخص لهم في معاصي الله . ولم يؤمنهم من مكر الله ) . كان منذ شبابه الذي أنضجته أحداث النزال والطعان في الميدان - أعبد الناس وأكثرهم في عبادته جمعا مع الله . لا يقطع صلاته والسهام تقع بين يديه يمينا وشمالا . يربط على بطنه من الجوع في حين يتصدق بأربعة آلاف درهم ، وعليه إزار غليظ اشتراه بخمسة دراهم . أما قوته فمن دقيق الشعير . يأخذ قبضة فيضعها في الماء فيصب عليها قدحا فيشربه . . وفي يده كل مال المسلمين ! ولما أصهر عمر إليه في " أم كلثوم " كان يتوسل إلى الآخرة بلحمة النسب . فلقد كان يقول : ( لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال كل خصلة منها أحب إلي من حمر النعم : تزويجه فاطمة بنت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . وسكناه المسجد مع رسول الله . يحل فيه ما يحل له ) . ولم يبرح عمر المدينة في خلافته الا استخلف عليا عليها . فلقد كان ذلك سنة عنده . أليس صاحبهما - صلى الله عليه وسلم - كان يستخلفه ، إذا برح المدينة ؟ . وعلي " باب مدينة العلم " يقول الرسول عليه الصلاة والسلام " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت بابه " . وهو " إمام البلاغة " . يجئ معاوية رجل من الكذبة فيقول له : جئتك من عند أعيا الناس - يقصد عليا - فيجيب معاوية ، وهو أعدى الناس لعلي ، ( ويحك فوالله ما سن الفصاحة للناس غيره ) . كيف لا ؟ وبلاغته من بلاغة النبي . . مذ كان فكره من فكره ، وكان قد رباه فأحسن تأديبه ، حتى ليعيا بلغاء العرب عن فهم المعنى النبوي ويراه على بادي الرأي .
28
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 28