responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي    جلد : 1  صفحه : 268


ولا يسوغ لنا أن نعتبر تفسيرات الصادق من أضرب التفسير بالرأي أو بالمأثور أو بهما - وهي مصنفة بين عقلي ونقلي وصوفي ورمزي وقصصي . . . الخ - وفي البعض منها تأويل باطني .
وابن عطية من كبار مفسري أهل السنة ينفى صحة نسبة تفسير باطني أو رمزي إلى الإمام الصادق ، ويقول ( . . وهذا قول جار على طريقة الرموز .
ولا يصح عن جعفر بن محمد - رضي الله عنه - ولا ينبغي أن يلتفت إليه ) .
إليك مثلا - بين نظائر تجل عن الحصر - لاستعمال اللسان العربي في التفسير : يقول زرارة للإمام الصادق : من أين علمت أن المسح ببعض الرأس ؟
ويجيب الإمام : لمكان الباء في قوله تعالى ( وامسحوا برءوسكم ) . يقصد أن الباء للبعضية .
ولقد تتابع على هذا التفسير الأئمة في اللغة والفقه . جاء في المصباح المنير في مادة ( بعض ) أن الباء ( في قوله تعالى ( وامسحوا برءوسكم ) للتبعيض . .
ونص على مجيئها للبعض ابن قتيبة . . . وأبو على الفارسي وابن جنى . . وذهب إلى مجئ الباء بمعنى البعض الشافعي وهو من أئمة اللسان . وقال بمقتضاه أحمد وأبو حنيفة ) ومن استعمال ظاهر اللسان العربي تفسير " الكوثر " بأنه الذرية الكثيرة .
في قوله تعالى : " إنا أعطيناك الكوثر " . فهي صيغة مبالغة من الكثرة ( فوعل ) يؤيد ذلك الآية التي تجئ فيما بعد " إن شانئك هو الأبتر " والأبتر من لا عقب له . وبهذا ساغ تفسير الشيعة بأن الكوثر هو الذرية . وقد رزق الله النبي الذرية الكثيرة من فاطمة . فهي الكوثر المقصود . والآخرون يقولون إن الكوثر نهر في الجنة . وغيرهم يؤولونه بأنه النبوة .
ولقد أسلفنا طائفة من تفسيرات الامام ، كالخوف من عدم العدل بين النساء ، والإنفاق من رزق الله ، ورؤية الله جل شأنه ، وقتل النفس بإخراجها من الهدى إلى الضلال ، والتفسيرات التي جعلت أبا حنيفة يقول عن آية ( وما نقموا إلا أن أعناهم الله ورسوله من فضله ) لكأني ما قرأتها قط في كتاب الله ولا سمعتها الا في هذا الموقف . وهي جميعا صادرة عن فهم دقيق للسان العربي الذي نزل به القرآن .

268

نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست