نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 246
في بئر الحمام فأرة ميتة فلم يعد صلاته وقال ( نأخذ بقول إخواننا من أهل المدينة : إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثا ) . فهؤلاء أئمة المذاهب لا يتسامحون في خلافاتهم فحسب بل يتجاوزون الخلاف العلمي إلى التطبيق العملي . من أجل ذلك يقول أحمد لتلميذ إسحاق بن بهلول إذ ألف كتابا يريد أن يسميه " كتبا الاختلاف " : ( سمه كتاب السعة ) . ويقول عمر بن عبد العزيز " ما سرني باختلافهم حمر النعم " . الإمامة : الإسلام دين ودولة . فالدولة تكفل لمبادئ الإسلام التطبيق ، والانتشار ، وانتفاع الجماعة والأفراد به . وبالدين عزة الفرد والجماعة ، ورسوخ أركان الدولة . والدين للدولة روح للجسد . وهو للفرد دم نقي يجرى في عروقه أو هواء صحي يتنفسه . ولا حياة إلا بالدم والتنفس . وكان من آيات الإعجاز الإسلامي أن يبلغ المسلمون الذروة أفرادا أو دولا أو مجتمعات في عصر ، أو في أشهر ، بل في ساعات ، بمجرد إخلاصهم في التمسك بالإسلام . لقد بلغوا ما يدعو إليه الإسلام في " خلافة " أبى بكر وعمر ، والسنين الستة الأولى من " خلافة " عثمان ، وفي أقل من ثلاثين شهرا في " خلافة " عمر بن عبد العزيز . و الخلافة الراشدة قياده مسددة . ولقد بلغ المحاربون مبالغهم ، في يوم واحد ، هو العاشر من رمضان سنة 1393 ، إذ كانوا يقتحمون حصون إسرائيل وهم يتنادون : الله أكبر : الله أكبر . والإمامة - أو الخلافة - قد تكون خلافة عن النبي في تبليغ الأمور الدينية أو في الولاية السياسية أو فيهما جميعا . وهي عند الشيعة دينية وسياسية محصورة في أهل البيت . لكنها عند جمهور أهل السنة تجوز لأي قرشي عادل ، يختاره المسلمون بشورى صحيحة ، وبيعة عامة .
246
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 246