نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 241
ولا يضيقون صدرا بالإرسال من الثقات ، بغير معارض ، فلقد تقرأ ( صحيح فلان عن بعض أصحابنا عن الصادق عليه السلام ) [1] . ويمكن القول إجمالا إن الحديث عندهم صحيح وحسن وموثق وضعيف . فالحديث الصحيح هو الذي ينقله العدل الضابط عن مثله في جميع الطبقات حتى الإمام المعصوم . والحديث الحسن هو المتصل السند بالإمام المعصوم . فإن انقطع السند لم يعد حسنا . ويشترط أن يكون الراوي ممدوحا من غير معارضة ذم وإن لم تثبت العدالة . فلو ثبتت لكان صحيحا . ولا يمكن أن تصل رواية غير الإمامي إلى إحدى هاتين الدرجتين مهما كانت منزلته من التقى والفقه . والحديث الموثق هو ما دخل في طريقه غير إمامي إذا كان الأصحاب الإمامية يوثقونه . وهنا لا يشترط الاتصال بالإمام المعصوم . وهناك من يشترط أن يتوسط غير الإمامي إماميين . وهناك من يرفضه . والحديث الضعيف غير هذه الأقسام الثلاثة : ومالا يبلغ حد التواتر يسمى خبر الواحد . فوصف الواحد يراد به عدم التواتر ، وقد يكون عن متعددين . فالخبر المستفيض والمشهور نوع من خبر الواحد . المستفيض ما رواه أكثر من اثنين . والمشهور ما اشتهر على الألسن وفي الكتب ، وإن كان رواية واحد [2] .
[1] والإرسال لا يمنع قبول الحديث عند أهل السنة . كان إبراهيم النخعي يروى الحديث مرسلا . فيقول له الأعمش . إذا رويت لي حديثا فأسنده فيجيب : إذا قلت حدثني فلان عن ابن مسعود فهو الذي رواه . وإذا قلت قال عبد الله فغير واحد . والحسن البصري يقول ( إذا قلت لكم حدثني فلان فهو حديثه ومتى قلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن سبعين ) . [2] الخبر الذي يحصل العلم بصدوره من قرائن داخلية أو غيرها مطابقة لظاهر القرآن أو معانيه أو لأدلة العقل ، حجة معتبرة ، لا للشهرة أو الاستفاضة أو التواتر أو أي شئ آخر ، بل العلم بصدوره الذي هو حجة بنفسه - فالخبر المتواتر أو المعلوم بصدوره لا حاجة لشروط في روايته . وإنما الشروط في خبر الواحد . وقد يعملون بالضعيف إذا اشتهر العمل به بين الأقدمين - أما علامات وضع الحديث فهي كمثلها عند أهل السنة تقريبا . وليس عجيبا أن تكون السنة التي يتمسك بها الشيعة في مجموعها هي السنة التي يتمسك بها أهل السنة . فخلافات الروايات واسنادها أو إضافة مصدر الأئمة ، لم تدخل في التراث النبوي العظيم ما يغيره . ومشايخ الإمامية يوثقون المخطئين في الاعتقاد . والإمام الصادق إذ يقول ( خذوا ما رووا . وذروا ما رأوا ) يقصد آراءهم . ولقد طالما رفض مجتهدوهم أحاديث ذكرت في كتبهم ، وأخذوا بما جاء في صحيحي البخاري ومسلم لتفحصهم أحوال رجالهما .
241
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 241