نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 223
المسجد ، وإذا بحلقة عظيمة فيها عمرو . . والناس يسألونه . . فقعدت في آخر القوم على ركبتي . ثم قلت : أيها العالم . إني رجل غريب . تأذن لي في مسألة . . قلت : ألك عين ؟ قال نعم . فقلت ألك أنف ؟ . . ألك لسان ؟ . . ألك أذن ؟ قال نعم . قلت ألك قلب ؟ قال نعم . قلت فما تصنع به ؟ قال أميز به كل ما ورد على هذه الجوارح والحواس قلت : أو ليس في هذه الجوارح غنى عن القلب . قال لا . قلت لابد من القلب وإلا لم تستيقن الجوارح ؟ قال نعم . فقلت : يا أبا مروان . والله تعالى لم يزل جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح وتتيقن به مما شكت فيه . ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم وحيرتهم . ويقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه شكك وحيرتك ؟ . . فسكت . ثم التفت إلى وقال : أنت هشام بن الحكم ) . . فضحك الإمام وقال : من علمك هذا ؟ قال : شئ أخذته منك . . قال : ( هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى ) . وظاهر أن طريقته كانت طريقة الإمام في استعمال المحسوسات والاعتبار بها في الإثبات واستعمال العقل بنزاهة في الاستدلال وسنعرض لها فيما بعد . بلغت مؤلفات هشام سبعة عشر مؤلفا منها كتاب " الإمامة " . كتاب الوصية والرد على من يطلبها . وكتاب الحكمين . " جابر بن حيان " - أول من استحق في التاريخ لقب كيميائي ، كما تسميه أوربة المعاصرة . وهو الذي يشير إليه الرازي ( 240 - 320 ) - جالينوس العرب - فيقول ( استأذنا أبو موسى جابر بن حيان ) . والمؤرخون - إلا بعضا من غير المسلمين - متفقون على تلمذته للإمام . وعلى صلته أو تأثره به في العلم والعقيدة . وأكثرهم على أنه صار بعد موت الإمام من الشيعة الإسماعيلية . يقول في كتابه الحاصل ( ليس في العالم شئ إلا وفيه من جميع الأشياء . والله لقد وبخني سيدي ( يقصد الإمام الصادق ) على عملي
223
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 223