نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 182
ولقد يدخل عليه سفيان الثوري وفيه قول القائل ( ما رأيت الغتى أذل منه في مجلس الثوري ولا الفقير أعز منه في مجلس الثوري ) . والذين يجلون ورع الإمام أحمد بن حنبل يشبهونه فيه بسفيان الثوري . وسفيان الثوري يسمى ( أمير المؤمنين في الحديث ) . وحسبه أن يكون من تلاميذه في الحديث ابن جريح إمام مكة والأوزاعي إمام الشام ومالك بن أنس إمام المدينة ، وابن اسحق امام المحدثين في السيرة . وهو فوق كل ذلك إمام عامل . رمى كتاب المهدى له في دجلة - وفيه توليته للقضاء - وهرب من السلطان فولى شريكا بدله . وكان سفيان كثير المغاضبة للخلفاء - ولهذا كثر ما كان الخليفة يطلب دمه ، وكان يختفي عن عيونه . يستأذن سفيان على الإمام . فلا يرفض الإذن بل يدخله ليعلن له أن ظهوره في المجلس العلمي ، وهو مختف ، أمر غير سائغ . صيانة للمجلس العلمي من أن يكون مجلس المطلوبين ، وحماية للمطلوب ذاته . وحفظا لعلاقة الإمام بالخليفة . ومع ذلك لا يضن الإمام عليه بالحكمة . يقول ابن أبي حازم : ( كنت عند جعفر الصادق يوما وإذا بسفيان الثوري بالباب فقال : إيذن لي . فدخل . فقال له جعفر : إنك رجل يطلبك السلطان في بعض الأحيان . ونحضر عنده وأنا أتقى السلطان . فأخرج عنى غير مطرود . قال سفيان : " حدثني حديثا أسمعه وأقوم " . قال الإمام ( حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله . ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ، ومن حزنه أمر فليقل : لا حول ولا قوة إلا بالله ) طلب إليه سفيان يوما أن يعظه . فقال : يا سفيان لا مروءة لكذوب ولا أخ لملول . ولا راحة لحسود . ولا سؤدد لسئ الخلق ) . فقال سفيان زدني . قال ( يا سفيان ثق بالله تكن مؤمنا . وارض بما قسم الله تكن غنيا . وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما . ولا تصحب .
182
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 182