نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 177
يزعم أن الله تعالى جسم ! قال الإمام ( ويله أما علم أن الجسم محدود متناه . فإذا احتمل الحد احتمل الزيادة والنقصان . فإذا احتمل الزيادة والنقصان كان مخلوقا ! ) . - وواضح منحى الإمام في الاحتجاج بنظام الكون ، ونظام الجسم الإنساني ، وبالعقل وهو درس من جده على يلفت النظر إلى بديع صنع المبدع جل جلاله . وفي ذلك قول على : أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر ؟ يجئ الإمام رجل من أهل مصر أوصى أخوه للكعبة بجارية مغنية فارهة كانت له فقيل له ادفعها إلى بنى شيبة ( وفيهم سدانة الكعبة ) . واختلف الناس في أداء الوصية . وأخيرا أشاروا عليه أن يأتي الإمام . قال الإمام ( إن الكعبة لا تأكل ولا تشرب وما أهدى إليها فهو لزوارها . فبع الجارية وناد : هل من محتاج ؟ فإذا أتوك فسل عنهم وأعطهم ) . - ويسأل عن القضاء والقدر فيجيب ( هو أمر بين أمرين : لا جبر ولا تفويض ) [1] ويحسم القضية بين الجبرية والقدرية فيقول ( ما من قبض ولا بسط إلا لله فيه مشيئة ورضاء وابتلاء ) .
[1] الجبر أن الإنسان مجبر على أعماله . والتفويض أن الإنسان مخير فيها . وهما نظريتان لمفكرين كانوا أحياء في بدايات حياة الامام - قال بالجبر الجعد بن درهم متأثرا بقول بيان ابن سمعان . وقال بالتفويض غيلان الدمشقي ومعبد الجهني - وقد قتل الأربعة . الأولان قتلهما خالد بن عبد الله القسري والى بنى أمية . والأخير ان قتل الأول منهما هشام بن عبد الملك . أما معبد فقتله الحجاج لخروجه عليه في فتنة ابن الأشعث . وتابع جهم بن صفوان الجعد . وقد قتله سالم بن أحوز المازني بمرو في أواخر أيام بنى أمية . وفي حياة الإمام الصادق ازدهرت نظرية الإرجاء إلى الله ، حتى يكون يوم الحساب ، فيحاسب الناس على عملهم مع وجوب قيامهم بالعمل الصالح . قال بها سعيد بن جبير وجماد ابن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة . ومقاتل بن سليمان - وهو من السابقين الأولين في التفسير - هؤلاء مرجئة السنة . أما مرجئة البدعة فيرجئون الحساب ولا يوجبون العمل الصالح . والأولون يقولون إن الله يعاقب مرتكب الكبيرة لكنه قد يغفرها ولا يكفره الناس في الحياة الدنيا لذلك الأمل .
177
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 177