نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 162
واقفا وهو في مجلس الدرس ، فقال ( يا ابن رسول الله - لو شعرت بك أول ما وقفت ما رآني الله أقعد وأنت قائم ) ليشهد الله على دخيلة نفسه أنها لا تقبل الجلوس والإمام قائم . وأبو حنيفة ( 80 - 150 ) أكبر عمرا من الإمام الصادق . لكن الصادق يشد أزره بعبارات مشجعة . فيقول له ( اجلس يا أبا حنيفة فعلى هذا أدركت آبائي ) يريد بذلك إعظام مجالس العلم . ووقوف الجميع . وجلوس الأستاذ . انقطع أبو حنيفة إلى مجالس الإمام طوال عامين قضاهما بالمدينة ، وفيهما يقول ( لولا العامان لهلك النعمان ) - وكان لا يخاطب صاحب المجلس إلا بقوله " جعلت فداك يا ابن بنت رسول الله " . ولقد يتحدى الإمام الصادق في مجلسه أبا حنيفة ليختبر رأى صاحب الرأي فيسأل : ما تقول في محرم كسر رباعية الظبي . ويجيب أبو حنيفة : يا ابن رسول الله لا أعلم ما فيه . فيقول له الإمام الصادق : أنت تتداهى . أو لا تعلم أن الظبي لا تكون له رباعية ! . . وإنما سكت أبو حنيفة لأنه لم يعلم كما قال ، أو لأنه يمتنع عن أن يصحح للإمام السؤال . وما كان أعظم أدب أبي حنيفة بين نظرائه . فما بالك به بين يدي الإمام . فإذا جاء ابن شبرمة وحده يسأل عما لم يقع - كدأب تلاميذ أبي حنيفة ومدرسة الكوفة - لم يتردد الإمام في دفعه ، بالحسنى : ذهب إليه ذات يوم يسأله عن القسامة في الدم فأجابه بما صنع النبي . فقال ابن شبرمة : أرأيت لو أن النبي لم يصنع هذا ، كيف كان القول فيه ؟ فأجابه : أماما صنع النبي فقد أخبرتك به . وأما ما لم يصنع فلا علم لي به . والصادق عليم بالاختلاف بين آراء الفقهاء ، أي بعلم المدينة وعلم الشام وعلم الكوفة ، وهو يروى عشرات الآلاف من الأحاديث ، في حين كانت قلة ما سلمه أهل العراق من الحديث آفة علمائه ، حتى صوبهم
162
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 162