نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 159
وكمثلهم كان المحدثون العظماء : يحيى بن سعيد محدث المدينة وابن جريج وابن عيينة محدثا مكة . ابن عيينة هو المعلم الأول للشافعي في الحديث . فلندع الأئمة وصف مكانهم من الإمام - وفيه وصف مجالس علمه : يقول مالك بن أنس ( كنت أرى جعفر بن محمد . وكان كثير الدعابة والتبسم . فإذا ذكر عنده النبي اخضر واصفر . ولقد اختلفت إليه زمانا فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال . إما مصليا وإما قائما وإما يقرأ القرآن . وما رأيته يحدث عن رسول الله إلا على الطهارة . ولا يتكلم فيما لا يعنيه . وكان من العلماء والعباد والزهاد الذين يخشون الله . وما رأيته قط إلا ويخرج وسادة من تحته ويجعلها تحتي ) . وفي مقولة أخرى يضيف مالك ( وكان كثير الحديث ، طيب المجالسة ، كثير الفوائد ، إذا قال ( قال رسول الله ) اخضر مرة واصفر أخرى حتى ينكره من يعرفه . ولقد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الإحرام ، كلماهم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه ، وكاد أن يخر عن راحلته . فقلت : يا ابن رسول الله . أولا بد لك أن تقول ! قال : كيف أجرؤ أن أقول لبيك وأخشى أن يقول الله عز وجل : لا لبيك ولا سعديك ) . . وإنا لنذكر ما كان يصنعه جده زين العابدين في هذا المقام . وأصبح مالك إذا ذكر النبي اصفر لونه . فإذا تساءل جلساؤه قال : لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم على ما ترون . ويذكر لهم حال ابن المنكدر [1] ثم يعقب بحال جعفر .
[1] محمد بن المنكدر ( 130 ) من معادن الصدق بالمدينة وأشياخ مالك ، من بنى تيم قبيلة أبى بكر ، وهم مشهورون بالرقة والورع . وهم أجداد الأمام جعفر - كان لا يسأل ابن المنكدر أحد عن حديث إلا بكى . وما لك يقول ( كنت إذا وجدت من نفسي قسوة آتي ابن المنكدر فأنظر إليه نظرة فأبغض نفسي أياما ) . وابن المنكدر يقول ( كابدت نفسي في ذلك أربعين عاما حتى استقامت ) . وكان من بنى المنكدر إخوة ثلاثة فقهاء : محمد وأبو بكر وعمر أبناء المنكدر .
159
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 159