نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 141
وما هو في سجاياه إلا خليفة " السجاد " يطوف بالبيت فيركع ، ويسجد ، فإذا مكان سجوده قد بلله الدمع . . يقول عنه الحسن البصري : ( ذلك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء ) . عايش الباقر أباه زمانا طويلا . ولم يمتحن محنة أبيه في كربلاء ، أو محنة أخيه زيد إذ أخرجه أهل الكوفة وخذلوه ، ولم تعتور حياته الامتحانات المتعاقبة التي اعتورت حياة ابنه - الإمام الصادق - أو خلافات بنى عمومته - أبناء الحسن - أو الإرهاب الفكري أو الفعلي من الخليفة المنصور . فأتيح للباقر أن يبلور اتجاه أهل البيت - من نسل الحسين - إلى العلم والتعليم ، ويبرز فيه العناية بفقه العبادات والمعاملات . وكثر ترديد اسمه مصاحبا لاسم ابنه الإمام الصادق في كتب الفقه الشيعي . وإليه يرجع أصحاب الكلام في العقائد الشيعية ، كثير من الفقه المستنبط من القرآن والسنة . روى عنه جابر الجعفي أكثر من خمسين ألف حديث وروى عنه محمد بن مسلم ثلاثين ألفا . وكان عبد الملك بن مروان يعرف له حقه ، وهو في صدر شبابه ، في حياة أبيه إليك أمثالا لفكره في السياسة والفقه والتفسير : - روى الكسائي : دخلت على الرشيد فقال : هل علمت أول من سن الكتابة على الذهب والفضة ؟ قلت عبد الملك بن مروان . قال ما السبب ؟ قلت لا أعرف : قال : كانت القراطيس للروم وكان أكثر من بمصر على دينهم . وكانت تطرز ( أبا وابنا وروحا ) وتخرج من مصر تدور في الآفاق . فأمر عبد العزيز - وكان عامله على مصر - بإبطال ذلك . وإن تطرز بصورة التوحيد . مشهدا الله ألا إله إلا هو . . فلما وصلت القراطيس إلى ملك الروم كتب إلى عبد الملك إن لم يرد هذا الطراز على ما كان عليه فسينقش على القراطيس شتم النبي . فاستشار عبد الملك ، فلم يجد عند أحد رأيا ، فاستشار الباقر .
141
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 141