رجل شيخ كبير السن فقال له : يا ابن بنت رسول الله إنني رجل صعلوك لا مال لي ، أتحفك بثلاث أبيات قالها جدي في جدك الحسين بن علي : < شعر > عجبت لمصقول علاك فرنده * يوم الهياج وقد علاك غبار ولا سهم نفذتك دون حرائر * يدعون جدك والدموع غزار ألا تقضقضت السهام وعاقها * عن جسمك الإجلال والإكبار < / شعر > قال : قبلت هديتك ، أجلس بارك الله فيك ، ورفع رأسه إلى الخادم وقال : إمض إلى أمير المؤمنين وعرفه بهذا المال وما يصنع به ؟ فمضى الخادم وعاد وهو يقول : كلها هبة مني له يفعل به ما أراد ، فقال موسى ( عليه السلام ) للشيخ : إقبض جميع هذا المال فهو هبة مني لك » ! أقول : قام الفرس بالثورة على بني أمية وسلموا قيادتها إلى بني العباس ، وكانت سلامة أم المنصور فارسية من بلدة إيذه أو إيذج قرب الأهواز ، فكان المنصور يتكلم الفارسية ويألفها ، وسكن في إيذة وتزوج وولد فيها ابنه محمد الذي سماه المهدي . وكان يحتفل مع الفرس بعيد النوروز ، ويستقبل قادة الدولة ويقدمون له الهدايا الثمينة على رسومهم ، ولا بد أنه خطط لجلوس الإمام ( عليه السلام ) مكانه وتحجج بالمرض ، ليقول للناس إن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) مؤيد له يُقر بشرعيته ، وأن المنصور يحترمه ويستنيبه في بعض المراسم التشريفية ، ويظهر أن ذلك كان بعد ليونة الإمام ( عليه السلام ) معه وتطمينه بأنه ليس في صدد الثورة عليه .