قريش فألحدوني بها ، ولا ترفعوا قبري فوق أربع أصابع مفرجات ، ولا تأخذوا من تربتي شيئاً لتتبركوا به ، فإن كل تربة لنا محرمة إلا تربة جدي الحسين بن علي ، فإن الله تعالى جعلها شفاءً لشيعتنا وأوليائنا . قال : ثم رأيت شخصاً أشبه الأشخاص به جالساً إلى جانبه ، وكان عهدي بسيدي الرضا ( عليه السلام ) وهو غلام ، فأردت سؤاله فصاح بي سيدي موسى ( عليه السلام ) فقال : أليس قد نهيتك يا مسيب ؟ ! فلم أزل صابراً حتى مضى وغاب الشخص ! ثم أنهيت الخبر إلى الرشيد ، فوافى السندي بن شاهك ، فوالله لقد رأيتهم بعيني وهم يظنون أنهم يغسلونه فلا تصل أيديهم إليه ، ويظنون أنهم يحنطونه ويكفنونه وأراهم لا يصنعون به شيئاً ! ورأيت ذلك الشخص يتولى غسله وتحنيطه وتكفينه وهو يظهر المعاونة لهم وهم لا يعرفونه ! فلما فرغ من أمره قال لي ذلك الشخص : يا مسيب مهما شككت فيه فلا تشكن فيَّ فإني أمامك ومولاك وحجة الله عليك بعد أبي ، يا مسيب مثلي مثل يوسف الصديق ، ومثلهم مثل إخوته حين دخلوا فعرفهم وهم له منكرون ! ثم حمُل ( عليه السلام ) حتى دفن في مقابر قريش ، ولم يرفع قبره أكثر مما أمر به ، ثم رفعوا قبره بعد ذلك ، وبنوا عليه » . ملاحظات : أ . قال في تاريخ بغداد عن المسيب بن زهير ( 13 / 138 ) : « كان من رجالات الدولة العباسية ، وولي شرطة بغداد في أيام المنصور والمهدي والرشيد ، وقد كان ولي خراسان أيام المهدي » .