بقي عليَّ لم أنزله ، وأرجو أن لا يحول الحول في هذا الوقت حتى أحلَّ به . فما كان بين هذا وبين أن توفي إلا أربعة أشهر فقط . ( تاريخ دمشق : 2 / 391 ) . ومع أن أدوات الدنيا وزخارفها كانت بيد هارون ، لكن مشكلاته كانت كثيرة فكان كما قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « صاحب السلطان كراكب الأسد ، يُغبط بموقعه ، وهو أعلم بموضعه » . ( نهج البلاغة : 4 / 63 ) ! وتبدأ مشكلات هارون من قصره وزوجاته وأولاده ، إلى وزرائه ، إلى عماله ولاة البلاد ، إلى الثائرين عليه في عدة مناطق ، وكان بعضهم أخطر عليه من الروم الذين ضعفت دولتهم وانحصرت رقعتها في قسم من تركيا ، وكانوا يحتاجون في بقائهم إلى مساعدة روم أوروبا . لكن أكبر خطر برأي هارون عليه ، هو أبناء علي ( عليه السلام ) الذين يعترف لخاصته بأن منهم الأئمة الربانيين ، الذين هم أحق من بني العباس بمنصب الخلافة ! قال ابنه المأمون ، يصف رأي أبيه في الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : « وكنت أجرأ ولد أبي عليه فلما خلا المجلس قلت : يا أمير المؤمنين من هذا الرجل الذي قد أعظمته وأجللته وقمت من مجلسك إليه فاستقبلته ، وأقعدته في صدر المجلس وجلست دونه ، ثم أمرتنا بأخذ الركاب له ؟ ! قال : هذا إمام الناس وحجة الله على خلقه وخليفته على عباده ! فقلت : يا أمير المؤمنين أوليست هذه الصفات كلها لك وفيك ؟ فقال : أنا إمام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر ، وموسى بن جعفر إمام حق ! والله يا بني إنه لأحق بمقام رسول الله ( ص ) مني ومن الخلق جميعاً ! ووالله لو نازعتني هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك ، فإن الملك عقيم » ! ( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 84 ) .