البرامكة بما فعلوا بأبي ، فاستجاب الله لي اليوم فيهم ! فلما انصرف لم يلبث إلا يسيراً حتى بُطش بجعفر ويحيى وتغيرت أحوالهم » ( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 245 ) . وروى الصدوق ( رحمه الله ) خطة يحيى بن خالد البرمكي لقتل الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي ، عن صالح بن علي بن عطيه قال : « كان السبب في وقوع موسى بن جعفر ( عليه السلام ) إلى بغداد ، أن هارون أراد أن يعقد الأمر لابنه محمد بن زبيدة ، وكان له من البنين له أربعة عشر ابناً ، فاختار منهم ثلاثة محمد بن زبيدة وجعله ولي عهده ، وعبد الله المأمون وجعل الأمر له بعد ابن زبيدة ، والقاسم المؤتمن وجعل له الأمر من بعد المأمون . فأراد أن يحُكم ذلك الأمر ويشهره شهرةً يقف عليها الخاص والعام ، فحج في سنه تسع وسبعين ومئة ، وكتب إلى جميع الآفاق يأمر الفقهاء والعلماء والقراء والأمراء أن يحضروا مكة أيام الموسم ، فأخذ هو طريق المدينة . قال علي بن محمد النوفلي : فحدثني أبي أنه كان سبب سعاية يحيى بن خالد بموسى بن جعفر ( عليه السلام ) أن وضع الرشيد ابنه محمد بن زبيدة في حجر جعفر بن محمد بن الأشعث ، فساء ذلك يحيى وقال : إذا مات الرشيد وأفضى الأمر إلى محمد انقضت دولتي ودوله وُلْدي ، وتحول الأمر إلى جعفر بن محمد بن الأشعث وولده ، وكان قد عرف مذهب جعفر في التشيع ، فأظهر له أنه على مذهبه فَسُرَّ جعفر وأفضى إليه بجميع أموره ، وذكر له ما عليه في موسى بن جعفر ( عليه السلام ) . فلما وقف على مذهبه سعى به إلى الرشيد وكان الرشيد يرعى له موضعه من نصرة الخلافة ، فكان يقدم في أمره ويؤخر ، ويحيى لا يألو أن يخطب عليه ( يتكلم