الثالث : أحيا المنصور حملة الأمويين ضد علي ( عليه السلام ) ! فقد شدد في النهي عن رواية فضائل علي ( عليه السلام ) وعاقب من يرويها ، كما أصدر مرسوماً أمر فيه بتعظيم أبي بكر وعمر على المنابر ، لأنهم خصوم علي ( عليه السلام ) . روى الحافظ ابن المغازلي في فضائل علي ( عليه السلام ) / 226 ، والحافظ ابن حسنويه الحنفي ، بسنده عن سلمان بن الأعمش عن أبيه قال : « وجّه إليَّ المنصورُ فقلت للرسول : لما يريدني أمير المؤمنين ؟ قال : لا أعلم ، فقلت : أبلغه أني آتيه ، ثمّ تفكرتُ في نفسي فقلت : ما دعاني في هذا الوقت لخير ، ولكن عسى أن يسألني عن فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فإن أخبرته قتلني ! قال : فتطهرتُ ولَبستُ أكفاني وتحنَّطتُ ثم كتبت وصيتي ، ثمّ صرت إليه فوجدت عنده عمرو بن عُبيد ، فحمدت الله تعالى على ذلك وقلت : وجدت عنده عون صدق من أهل النصرة . فقال لي : أدن يا سليمان فدنوت ، فلمّا قرُبتُ منه أقبلتُ على عمرو بن عُبيد أُسائله وفاح مِنّي ريح الحُنوط . فقال : يا سليمان ما هذه الرائحة ؟ والله لتصْدُقني وإلاّ قتلتُك . فقلت : يا أمير المؤمنين أتاني رسولك في جَوف الليل فقلت في نفسي : ما بعث إليّ أمير المؤمنين في هذه السّاعة إلاّ ليسألني عن فضائل عليّ فان أخبرته قتلني ، فكتبتُ وصيّتي ولبستُ كفَني وتحنَّطَتُ . فاستوى جالساً وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العليِّ العظيم . ثم قال : أتدري يا سلمان ما اسمي ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين دعنا الساعة من هذا . فقال : ما اسمي ؟ فقلت : عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب . قال : صدقت فأخبرني بالله وقرابتي من رسول الله كم رويت من