قال الطبري في تاريخه : 6 / 343 : « لما عزم المنصور على الحج دعا ريطة بنت أبي العباس امرأة المهدي ، وكان المهدي بالري قبل شخوص أبي جعفر ، فأوصاها بما أراد وعهد إليها ودفع إليها مفاتيح الخزائن ، وتقدم إليها وأحلفها ووكد الأَيمان أن لا تفتح بعض تلك الخزائن ، ولا تطلع عليها أحداً إلا المهدي ولا هي إلا أن يصح عندها موته فإذا صح ذلك اجتمعت هي والمهدى وليس معهما ثالث حتى يفتحا الخزانة ! فلما قدم المهدي من الري إلى مدينة السلام دفعت إليه المفاتيح وأخبرته عن المنصور أنه تقدم إليها فيه ألا يفتحه ولا يطلع عليه أحداً حتى يصح عندها موته ، فلما انتهى إلى المهدى موت المنصور وولي الخلافة ، فتح الباب ومعه ريطة فإذا أزج كبير فيه جماعة من قتلاء الطالبيين وفي آذانهم رقاع فيها أنسابهم ! وإذا فيهم أطفال ورجال شباب ومشايخ ، عدة كثيرة ! فلما رأى ذلك ارتاع لما رأى ، وأمر فحفرت لهم حفيرة فدفنوا فيها ، وعمل عليهم دكاناً » . أي بنى عليهم بناء ، والأزج غرفة مخروطية داخل تلك الغرفة فيها جماجم القتلى العلويين رحمهم الله . ( لسان العرب : 2 / 208 ، والصحاح : 1 / 298 ) . ويقصد المنصور من كتابة نسب كل واحد منهم في رقعة أن يقول لابنه لا تخف من النسب وكونهم أبناء النبي ( صلى الله عليه وآله ) وذريته من فاطمة وعلي ( عليهما السلام ) !