الطلب فكان نصيبهم الموت الأحمر ، أمثال حجر بن عدي وأصحابه ، وعمرو بن الحمق وأضرابه . ويقول العبري في تاريخ ص 87 : وكان معاوية قد أذكى العيون على شيعة علي فقتلهم أين أصابهم . ويقول الباقر عليه السّلام عند ذكرى النوازل بهم وبأوليائهم : وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن عليه السّلام فقتلت شيعتنا بكلّ بلدة ، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنّة ، وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن ونهب ماله وهدمت داره [1] . كان معاوية يخشى الحسن عليه السّلام ، لأن الناس منتظرة لنهضته ، وما صالح معاوية إِلا على شروط ، منها أن تعود الخلافة إليه بعده ومن ثمّ عاجله بالسمّ ، فالناس طامحة الأنظار لأبي محمّد ، ما دام أبو محمّد في قيد الحياة ومع تلك الرهبة من أبي محمّد وخشيته جانبه كان تلك فعاله ، فكيف حاله مع الشيعة بعد موت الحسن عليه السّلام . ولمّا عاد الأمر ليزيد وابن زياد كانا أقوى في الفتك وأجرأ في السفك من معاوية وزياد ، فقد قتل ابن زياد مسلماً وهانياً ورشيداً الهجري وميثماً التمّار وفتية شيعيّة ، وملأ من الشيعة ووجوهها السجون ، حتّى بلغت في حبسه اثني عشر ألفاً ، ثمّ لحق ذلك حادثة الطف . وما نسيت هذه المشانق والمرازئ حتّى جاء دور الحجّاج وفتكه ، ولنترك إِمامنا الباقر عليه السّلام يحدّثنا عن هذا الدور الذي شاهده بنفسه ، فيقول :