التقيّة تمهيد : مُني الإمام الصادق عليه السّلام من بين الأئمة بمعاصرة الدولتين المروانيّة والعبّاسيّة ، اللتين حاربتا الشريعة وصاحبها النبيّ الأمين بمطاوعة الشهوات والتفنّن باللذات . ثمّ تنبغ من بين هاتيك المعازف والقيان وذلك الجور والفجور رجالات البدع والمذاهب ، والآراء والأهواء ، ناصبين فخاخهم لصيد السمعة والصيت حين لا محاسب ولا معاقب ، ولا ناهي ولا آمر ، بل كانت السلطة قد تروّج تلك الاختلافات ، فيما يضعف من مذهب أهل البيت ويقلّل من أنصاره . ولقد كان أبو عبد اللّه الصادق عليه السّلام يشاهد ذلك الصراع القائم بين الدين والحكومتين ، وبين الحقّ وأرباب هاتيك البدع . فماذا تراه سيتّخذ من موقف في وسط هذا المحيط المائج ؟ أيعلن الحرب على السلطة والبدع وهو يعرف الناس وتخاذلهم عن الحق . وكم شاهد وسمع من غدرة بعلوي ، ونكثة بهاشمي ، ولا يهمّه ذلك لو كان