الطليعة لمّا كان الوقوف على حياة هذا الإمام يتطلّب درساً لشؤون الدولتين الأُمويّة والعبّاسيّة اللتين عاصرهما أبو عبد اللّه عليه السلام ، وموقف هاتين السلطتين من أهل البيت ، ومعرفة مَن هُم أهل البيت ، ومعرفة ما كان في عهده من المذاهب والنِّحل ، وما رأته الناس في الإمامة ، حقّ أن نذكر هذه الشؤون في الطليعة ، فإن بها تعرف ما كان من حياته السياسيّة والعلميّة والإجتماعيّة ، والسبب الذي من أجله بثَّ العلوم والمعارف ، وندب إلى الأخلاق والمحاسن وحثَّ على التكتّم في نشر هذه الفضائل وكتمان نسبتها إلى أهل البيت ، كما منعَ أولياءهم عن إظهار الولاء لهم والاعلان في التردّد عليهم ، وهو ما نُسمّيه ب « التقيّة » . فبهذه الطليعة يكون القارئ على بصيرة من حياة هذا الإمام قبل أن يستعرض تفاصيلها . * * *