وقال في نفسه : ويحَكم ما أغفلكم عند مَن تتكلّمون ، عند ربّ العالمين ، فناداه الصادق عليه السلام : ويحَك يا خالد إِني واللّه عبد مخلوق ولي ربّ أعبده ، إِن لم أعبده واللّه عذبني بالنار ، فقال خالد : لا واللّه لا أقول فيك أبداً إِلا قولك في نفسك [1] . وهذا قليل من كثير ممّا روته الكتب الجليلة من الكرامات والمناقب لأبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام ، ولا غرابة لو ذكرت له الكتب أضعاف ما استطردناه بعد أن أوضحنا في صدر البحث أمر الكرامة . أجل بعد أن فاتتنا المشاهدة فلا طريق لنا لإثبات الكرامة غير النقل وإِن المشاهدة لا تكون إِلا لأفراد من معاصري النبي أو الإمام ، فكيف حال الناس مع الكرامة من أهل الأجيال المتأخّرة ، هذا سوى الناس من أهل زمانه ممّن لم يحضر الكرامة ، فهل طريق إِذن لإثباتها غير النقل ، فالنقل إِن صحَّ لاعتبار المؤلّف والراوي فذلك المطلوب ، وإِلا فاعتباره إذا بلغ التواتر لقضيّة خاصّة أو لقضايا يحصل من جميعها الاعتقاد بصدور الكرامة من النبي أو الوصي وإِن لم يحصل الاعتقاد بواحدة منها خاصّة .