وأنا أؤمّن ، قال : كل ولا تخبئ ولا تدّخر ، ثمّ دفع إِليّ أحد البُردين ، فقلت : لي عنه غنى ، فاتّزر بأحدهما وارتدي بالآخر ، ثمّ أخذ الخلقين ونزل ، فلقيه رجل فقال : اكسني يا ابن رسول اللّه ، فدفعهما إِليه فقلت : مَن هذا ، قال : جعفر الصادق [1] وفي رواية مطالب السؤل : فتقدّمت فأكلت شيئاً لم آكل مثله قط ، وإذا عنب لا عجم [2] له فأكلت حتّى شبعت والسلّة لم تنقص . أقول : إِن هذه الكرامة كانت منه على عهد أبيه الباقر عليه السلام قبل رجوع الإمامة إليه لأن وفاة الباقر كانت عام 114 ، أو عام 117 . وكانت الناس تستشفع بدعائه لما تجد فيه من الإجابة ، وهذه حبابة الوالبيّة دخلت عليه وهي من فاضلات النساء ، فسألته عن مسائل في الحلال والحرام فتعجّب الحضور من تلك المسائل ، لأنهم ما رأوا سائلاً أحسن منها ، ثمّ سالت دموعها ، فقال الصادق عليه السلام : ما لي أرى عينيك قد سالت ، قالت : يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله داء قد ظهر بي من الأدواء الخبيثة التي كانت تصيب الأنبياء عليهم السّلام والأولياء ، وأن أهل قرابتي وأهل بيتي يقولون : قد أصابتها الخبيثة ، ولو كان صاحبها كما قالت مفروض الطاعة لدَعا لها ، وكان اللّه يذهب عنها ، وأنا واللّه سررت بذلك ، وعلمت أنه تمحيص وكفّارات ، وأنه داء الصالحين ، فقال لها الصادق عليه السّلام : وقد قالوا : أصابك الخبيثة ؟ قالت : نعم يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فحرَّك شفتيه بشيء فلا يُدرى أفي دعاء كان ، فقال : ادخلي دار النساء حتّى تنظري إلى جسدك ، فدخلت وكشفت عن ثيابها فلم تجد في صدرها ولا جسدها شيئاً فقال : اذهبي الآن وقولي لهم : هذا الذي