< فهرس الموضوعات > شجاعته < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > زهده < / فهرس الموضوعات > شجاعته لم تكن في أيام الصادق عليه السلام حروب يحتم الدين عليه الولوج في ميادينها ليعرف الناس عنه تلك الملكة النفسيّة ، نعم إِن هناك ظواهر تدلّ على تلك القوى الراسخة ، أمثال قوّة القلب واطمئنان الجأش ، ومرَّ عليك في مواقفه مع المنصور وولاته من ص 114 - 122 ، وفي جَلده ما ينبيك عن تلك القوى الغريزيّة ، والجُبن إِنما يكون من ضعف القلب وضعة النفس . ومن ثمّ يجب أن يكون المؤمن شجاعاً غير هيّاب ولا نكل في سبيل الدين والحق ، وكلّما كان أقوى إِيماناً كان أبسل وأشجع ولذلك تجد أنصار الحسين عليه السلام وأهل بيته أبهروا العالم في موقفهم يوم الطف ، وما كانوا أشجع الناس لولا ذلك الإيمان الثابت واليقين الراسخ والتوطين على معانقة الرماح والسيوف ، ولو كان أهل الكوفة على مثل ذلك اليقين والتوطين والإيمان لما استقامت الحرب إلى ما بعد الظهر في ذلك اليوم القايض وهم سبعون ألفاً والأنصار سبعون نفراً ، ولما كان قتلى أهل الكوفة لا يحصون عدّاً . ومن ههنا يستبين لنا أن الصادق لا بدّ أن يكون أشجع الناس وأربطهم جأشاً إذا دارت رحى الحرب ، الحرب التي يفرضها الدين وتدعو إليها الشريعة . زهده إِن الزهد في الشيء الإعراض عنه ، وإِنما يكون للزهد شأن يكسب الزاهد فضلاً إذا كان المزهود فيه ذا قيمة وثمن كبير ، وأمّا إذا كان المزهود فيه بخساً لا شأن له يحتسب ، ولا قدر يعرف فلا فضل في الزهد فيه ، أترى أن الزهد في