سيرته وأخلاقه . . تمهيد : إِن سيرة المرء تفصح عن سريرته ، وسريرته مطويّة في سيرته . قد يحاول غواة التدليس والرياء بحسن السمت والهدي إِخفاء ما انطوت عليه ضمائرهم وأجنته سرائرهم من الخديعة والاغواء ، بيدَ أنه ما أسرع ما تفضح الأعمال تلك الطوايا ، والأقوال هاتيك النوايا ، فإن ما في القلب تظهره فلتات اللسان وحركات الأعمال . ثوبَ الرّياء يشفّ عمّا تحتَه * فإذا التحفتَ بهِ فإنكَ عارِ وقد يروم رجال من ذوي الأخلاق الفاضلة وأرباب العِرفان ألا تظهر منهم تلك السرائر النقيّة والضمائر الزكيّة ، حذر الافتتان أو الشهرة ، فلا يلبث دون أن تضوع تلك النفحات الذكيّة ، ويضيء سناً تلك النفس القدسيّة . وَمهما تكن عِندَ امرئ مِنَ خليقةٍ * وإِن خالَها تخفى على الناس تُعلم وهذه ألسنة الخلق فإنها في الكشف عن الحقائق أقلام الحق .