responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 216


السبيل إلى الطلب والضرب في الأرض بجوارح صحيحة فتكون قد أعذرت فيما بيني وبينك في الطلب لاتباع أمري ولكي لا تكون كّلاً على أهلك ، فإن شئتُ رزقتك وإِن شئتُ قتّرت عليك ، وأنت معذور عندي .
ورجل رزقه اللّه مالاً كثيراً فأنفقه ثمّ أقبل يدعو يا ربّ ارزقني ، فيقول اللّه عزّ وجل : ألم أرزقك رزقاً واسعاً فهّلا اقتصدت فيه كما أمرتك ، ولم تسرف فيه وقد نهيتك عن الإسراف .
ورجل يدعو في قطيعة رحم ، ثمّ علّم اللّه جلّ اسمه نبيّه صلّى اللّه عليه وآله كيف ينفق ، وذلك أنه كان عنده أوقية من الذهب فكره أن تبيت عنده فتصدَّق بها ، فأصبح وليس عنده شيء ، وجاء من يسأله ولم يكن عنده ما يعطيه فلامَه السائل ، واغتمّ هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه وكان رحيماً رقيقاً فأدَّب اللّه عزّ وجل نبيّه صلّى اللّه عليه وآله بأمره فقال : " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كلّ البسط فتقعد ملوماً محسوراً " [1] يقول : إِن الناس قد يسألونك ولا يعذرونك ، فإذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت قد حسرت من المال .
فهذه أحاديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يصدّقها الكتاب ، والكتاب يصدّقه أهله من المؤمنين ، ثمّ من علمتم من بعده في فضله وزهده سلمان رضي اللّه عنه وأبو ذر رضي اللّه عنه فأمّا سلمان فكان إذا أخذ عطاءه رفع منه قوته لسنة ، حتّى يحضر عطاؤه من قابل ، فقيل له : يا أبا عبد اللّه أنت في زهدك تصنع هذا وأنت لا تدري لعلّك تموت اليوم أو غداً ، فكان جوابه أن قال : ما لكم لا ترجون لي البقاء كما خفتم عليَّ الفناء ، أما علمتم يا جهلة أن النفس قد تلتاث [2] على صاحبها إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه فإذا أحرزت معيشتها اطمأنت .
وأمّا أبو ذر رحمه اللّه فكانت له نويقات وشويهات يحلبها ويذبح منها إذا



[1] بني إسرائيل : 29 ، والحسر : الانكشاف ، ويراد به ههنا العراء من المال .
[2] تختلط .

216

نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست