الاسلام بالسباء ، وأخّروا الصلاة تشاغلاً بالخطبة ، وكانوا يأكلون ويشربون على منبر النبي صلّى اللّه عليه وآله ويبيعون الرجل في الدين يلزمه . [1] وهذا بعض ما ذكراه من المنكر منهم ومخالفتهم للشريعة ، وهل يا ترى خفي عليهم الدين وحدوده ، وأنظمته وقيوده ، وكفى من تلك الحرب الشعواء التي أقاموها لمنازلة الشريعة الأحمديّة زيادة على ما سبق أنهم اعتبروا الرسالة ملكاً تلعب به هاشم ، وجعلوا الكتاب غرضاً للنبال ، وجاهدوا أن يحوّلوا الحجّ إلى بيت المقدس ثمّ إلى المسجد الذي بنوه بدمشق ، ورميهم من على المجانق البيت الحرام . ولا تسل عمّا لقيته العترة الطاهرة الأحمديّة منهم ، فمن صليب الكناسة وصليب الجوزجان زيد وابنه يحيى إلى قتيل بالسمّ كالحسن والسجّاد والباقر عليهم السلام وأبي هاشم بن الحنفيّة وإبراهيم بن محمّد أخ السفّاح ، ونظائرهم . هذا سوى المشرّدين في الآفاق ، والمغيّبين في قعر السجون . وكان خيرة القوم في سيرته عمر بن عبد العزيز ، فإنّه عرف ما عليه الناس من بغضهم لأهله ، فحاول أنّ يغيِّر الرأي فيهم ، والقول عنهم . [2] ولا غرابة لو رضي الناس بحكومة هؤلاء القوم ، لأن الناس إلى أمثالهم أميل وبأشباههم أرغب . إنَّ الدين يتطلّب من الناس التقوى سرّاً وإعلاناً ، والسيرة العادلة في
[1] شرح النهج : 3 / 469 ، 470 . [2] ولقد استوفى القاضي أبو حنيفة النعمان المصري في كتابه ( المناقب والمثالب ) ما للهاشميّين من المناقب وللأمويّين من المثالب ، ولو قرأت هذا الكتاب لعرفت ما كان عليه بنو أميّة من شنيع الأعمال ولو أردنا الاستقصاء لذكرنا أضعاف ما أوردناه وبما ذكرناه يحصل المطلوب ، والكتاب المذكور ما زال مخطوطاً لم يطبع ورأيت منه نسخة في بعض مكتبات النجف .