responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 174


وقال مرّة أخرى : فمن زعم أن اللّه في شيء أو على شيء أو يحول من شيء إلى شيء أو يخلو منه شيء أو يشتغل به شيء فقد وصفه بصفة المخلوقين واللّه خالق كلّ شيء لا يقاس بالقياس ، ولا يشبّه بالناس ، لا يخلو منه مكان ولا يشتغل به مكان ، قريب في بُعده بعيد في قربه ، ذلك اللّه ربّنا لا إِله غيره [1] .
أقول : ما أبدع هذا الوصف منه عليه السّلام ، وما أدقّ معنى قوله " قريب في بُعده بعيد في قربه " ويحتاج إِدراكه إلى لطف قريحة وفطرة ثانية .
وما أكثر ما جاء عنه عليه السّلام في هذا المعنى ونجتزي عنه بهذا القدر . وممّا يجب أن يعلم أن نفي الجسم والصورة عنه - تقدّست ذاته - ممّا يقتضيه حكم العقل ، وقد استوفت البيان عن كتب الكلام ، وأن النبي وأهل بيته عليهم السّلام جميعاً أجمعوا على هذا التنزيه إِرشاداً إلى حكم العقل ، وما أكثر ما جاء عن سيّد الرسل صلّى اللّه عليه وآله من البيان عن هذا التنزيه ، ومن التأويل لما جاء ظاهراً في التجسيم من التنزيل ، أمثال قوله تعالى : " على العرش استوى " وقوله " يد اللّه فوق أيديهم " وقوله : " فثم وجه اللّه " وغيرها ، ولولا أن نخرج عن الصدد لوافيناك ببعض كلامه ، بيد أننا نذكر كلمة واحدة فحسب وهو ما يروى عن ابن عباس ، قال : قدم يهودي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقال له نعثل فقال : يا محمّد إني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري مند حين ، فإن أنت أجبتني عنها أسلمت على يدك ، قال : سل يا أبا عمارة ، فقال : يا محمّد صف لي ربّك ، فقال صلّى اللّه عليه وآله : إِن الخالق لا يوصف إِلا بما وصف به نفسه ، وكيف يوصف الخالق الذي تعجز الحواسّ أن تدركه ، والأوهام أن تناله ، والخطرات أن تحدّه ، والأبصار عن الإحاطة به جلّ عمّا يصفه الواصفون ، نأى في قربه ، وقرب في نأيه ، كيّف الكيفيّة فلا يقال له كيف ، وأيّن الأين فلا يقال له



[1] بحار الأنوار : 3 / 287 / 2 .

174

نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست