responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 171


أقول : وما حداني على الإشارة إلى مواضع هذه الرسالة دون إيرادها إِلا رعاية الإيجاز ، على أن هذه الرسالة جمعت فنوناً من العلم إلى قوّة الحجّة وجَودة البيان ، وما كان محور المناظرة فيها إِلا اهليلجة ، وهي من أضعف المصنوعات ، وأصغرها جرماً وشأناً .
موجز براهينه على الوجود والوحدانيّة تعرف المواهب الغزيرة من المقدرة في البيان ، فبينا تجده يطنب في الدليل كما في توحيد المفضل وغيره إِذ تراه يأتي بأوجز بيان في البرهان مع الوفاء بالقصد ، وذلك حين يُسأل عن الدليل على الخالق فيقول عليه السلام : ما بالناس من حاجة [1] .
أقول : ما أوجزها كلمة ، وأكبرها حجّة ، فإنّا نجد الناس في حاجة مستمرّة في كلّ شأن من شؤون الحياة ، وهذه الحاجة تدلّ على وجود مآل لهم في حوائجهم غنيّ عنهم بذاته ، وأن ذلك المآل واحد ، إِلا لاختلف السير والنظام .
ويسأله مرّة هشام بن الحكم بقوله : ما الدليل على أن اللّه تعالى واحد ؟ فيقول عليه السّلام : اتّصال التدبير ، وتمام الصنع [2] .
أقول : إِن كلّ واحدة من هاتين الكلمتين تصلح لأن تكون دليلاً برأسه ، وذلك لأن اتّصال التدبير شاهد على وحدانيّة المدبّر ، إِذ لو كان اثنين أو أكثر لكان الخلاف بينهما سبباً لحدوث فترة أو تضارب ، فلا يكون التدبير متّصلاً ،



[1] تحف العقول .
[2] توحيد الصدوق : باب الردّ على الثنويّة والزنادقة ص 243 .

171

نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست