والفقيه عنده العارف بالحديث ، فقال عليه السّلام : " اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنّا ، فإنّا لا نعدّ الفقيه منهم فقيهاً حتّى يكون محدَّثاً " [2] . الأخلاق إِن علم الأخلاق لم يكن بدء الأمر مبوّباً ، وإِنما كانت الأخلاق تلتقط من تلك الآيات الكريمة التي جاء بها الكتاب الحكيم ( 2 ) ومن كلام سيّد الأنبياء وسيّد الأوصياء وأبنائهما الحكماء عليهم جميعاً سلام اللّه ، وإِنما ابتدأ التأليف فيه عند الشيعة في أخريات القرن الثاني من إسماعيل بن مهران بن أبي نصر السكوني وكان من أصحاب الرضا عليه السّلام وثقات الرواة وله كتاب صفة المؤمن والفاجر ، ثمّ ألّف فيه من رجال القرن الثالث أبو جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، وكان من ثقات الرواة وأبوه محمّد من أصحاب الرضا عليه السّلام وثقات رواته ، وكتاب أبي جعفر ( المحاسن ) من محاسن الكتب ، وكانت وفاته عام 274 أو 280 في قم ، ومن رجال هذا القرن المؤلّفين في الأخلاق الحسن بن علي بن شعبة ، وكتابه تحف العقول وهو كتاب نفيس يشتمل على الحِكم والمواعظ والأخلاق لكل إِمام إِمام ، ثمّ اتّسع التأليف في الأخلاق فكان من أفضله أصول الكافي لثقة الاسلام الكليني طاب ثراه المتوفى عام 329 ، الذي جاهد طوال السنين في تأليف هذا الكتاب حتّى جعله منتخباً في أحاديثه وأسانيده ، ولو ألقيت نظرة على كتبه وأبوابه لعرفت ما هي الأخلاق وما علم الصادق وأهل البيت في الأخلاق . ولو أمعن الناظر في هذا الكتاب لعرف أن أفضل مصدر لعلم الأخلاق بعد
( 1 ) بحار الأنوار : 2 / 82 / 1 . [2] جمعت الشيء الكثير من الآيات الأخلاقيّة وعلّقت عليها موجزاً من البيان وسمّيته : القرآن تعليمه وإِرشاده .