وذكر المجلسي زيادة على ما سبق زيارات أُخر ، وذكر زيارة صفوان معه بصورة أُخرى ، وفيها أن الصادق شمّ تربة أمير المؤمنين فشهق شهقة ظننت أنه فارق الدنيا ، فلمّا أفاق قال : ههنا واللّه مشهد أمير المؤمنين ، ثمّ خطّ تخطيطاً ، فقلت يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : ما منع الأبرار من أهل البيت من إِظهار مشهده ؟ قال : حذراً من بني مروان والخوارج أن تحتال في أذاه . وروى عن عمر بن يزيد [1] انّه أتى عبد اللّه بن سنان [2] فركب معه فمضيا حتّى أتيا منزل حفص الكناسي [3] فاستخرجه وركب معهما فمضوا حتّى أتوا الغري ، فانتهوا إِلى قبر ، فقال : انزلوا هذا قبر أمير المؤمنين ، فقال له عبد اللّه : من أين علمت هذا ؟ قال : أتيته مع أبي عبد اللّه عليه السّلام حيث كان بالحيرة غير مرّة ، وخبّرني أنه قبره . وروى عن يونس بن ظبيان أنه كان عند الصادق عليه السّلام بالحيرة أيام مقدمه على أبي جعفر في ليلة صحيانة مقمرة ، إِلى أن قال : فركب وركبت معه وسار حتّى انتهينا إِلى الذكوات الحمر ، قال : ثمّ دنا من اكمة فصلّى عندها ثمّ مال عليها وبكى ، إِلى أن قال : قال : هو قبر أمير المؤمنين عليه السّلام ولعلّ هذه الرواية رواية يونس الأولى . وروى عن أبي الفرج السندي [4] أنه جاء من الحيرة مع الصادق عليه السّلام إلى الغري وزار قبر أمير المؤمنين عليه السّلام .
[1] ذكر أرباب الرجال أن عمر بن يزيد اثنان : أحدهما بيّاع السابري والآخر الصيقل ، وقد رويا معاً عن الصادق عليه السلام ولا يبعد أن يكونا معاً ثقتين . [2] سنذكره في ثقات المشاهير . [3] هو ابن عبد ربّه الكوفي وعداده في أصحاب الصادق واستظهر الرجاليّون أنه إِمامي . [4] واسمه عيسى وعداده في أصحاب الصادق ورواته .