responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند    جلد : 1  صفحه : 89


فوضع عليه كتاب أبي سلمة فأحرقه . فقال : ألا تجيبه ؟ فقال : قد رأيت الجواب ، فخرج من عنده وأتى عبد الله بن الحسن المثنى فقبل كتابه وركب إلى جعفر بن محمد فقال : أي أمر جاء بك يا أبا محمد لو أعلمتني لجئتك ؟ فقال : أمر يجل عن الوصف ! قال : وما هو يا أبا محمد ؟
قال : هذا كتاب أبي سلمة يدعوني للأمر ويرى أني أحق الناس به ، وقد جاءته شيعتنا من خراسان ، فقال له جعفر الصادق عليه السلام :
ومتى صاروا شيعتك ؟ أأنت وجهت أبا مسلم إلى خراسان وأمرته بلبس السواد ؟ هل تعرف أحدا منهم باسمه ونسبه ؟ كيف يكونون من شيعتك وأنت لا تعرفهم ولا يعرفونك ؟ فقال له عبد الله ، إن كان هذا الكلام منك لشئ ؟ فقال جعفر : قد علم الله أني أوجب على نفسي النصح لكل مسلم فكيف أدخره عنك فلا تمنين نفسك الأباطيل ، فإن هذه الدولة ستتم لهؤلاء القوم ، ولا تتم لأحد من آل أبي طالب ، وقد جاءني مثل ما جاءك ، فانصرف غير راض بما قاله وأما عمر بن علي بن الحسين فرد الكتاب وقال : ما أعرف كاتبه فأجيبه . فهذا الذي صدر من الصادق ( ع ) سواء أكان من علم أخذه عن آبائه عن جده الرسول ( ص ) عن الله تعالى - كما نعتقده - ، أو من بعد نظر وصواب في عواقب الأمور - كما يراه غيرنا - يدل على عظم قدر الصادق ( ع ) وإصابة رأيه - على الأقل - وعلى قصور نظر عبد الله في اغتراره بذلك ، وعدم قبوله النصح من الصادق واتهامه إياه بعد ما أقام له الحجة الواضحة على صحة ما أشار به ، ولله أمر هو بالغه . وفي قوله : لو أعلمتني لجئتك ، دليل على كرم أخلاقه ومحافظته على حق الرحم مع مزاحمة عبد الله له فيما ليس له بأهل ، وما يأتي عند

89

نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست