نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 64
فتعجبت منه ثم قلت في نفسي : لعله معامله ثم أقول : وما حاجته إذا إلى المسارقة ، ثم لم أزل أتبعه حتى مر بمريض فوضع الرغيفين والرمانتين بين يديه ومضى . وتبعته حتى استقر في بقعة من الصحراء فقلت له : يا عبد الله لقد سمعت بك وأحببت لقاءك فلقيتك ، ولكني رأيت منك ما شغل قلبي ، وإني أسألك عنه ليزول به شغل قلبي قال : ما هو ؟ قلت رأيتك مررت بخباز وسرقت منه رغيفين ، ثم بصاحب الرمان وسرقت منه رمانتين ! فقال لي : قبل كل شئ حدثني من أنت ! قلت : رجل من ولد آدم ، من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ! قال : حدثني ممن أنت ؟ قلت : رجل من أهل بيت رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ! قال : أين بلدك ؟ قلت المدينة ! قال : لعلك جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ؟ قلت : بلى ! فقال لي : فما ينفعك شرف أصلك مع جهلك بما شرفت به ، وتركك علم جدك وأبيك لئلا تنكر ما يجب أن يحمد ويمدح عليه فاعله ؟ قلت : وما هو ؟ قال : القرآن ، كتاب الله ؟ قلت : وما الذي جهلت منه ؟ قال قول الله تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة لا يجزى إلا مثلها " وأني لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين ، ولما سرقت الرمانتين كانت سيئتين فهذه أربعة سيئات ، فلما تصدقت بكل واحد منها كان لي بها أربعون حسنة ، فانتقص من أربعين حسنة أربعا بالأربع السيئات ، بقي لي ست وثلاثون حسنة ! قلت ثكلتك أمك ! أنت الجاهل بكتاب الله أما سمعت الله يقول : " إنما يتقبل الله من المتقين " إنك لما سرقت رغيفين كانت سيئتين ، ولما سرقت الرمانتين كانت أيضا سيئتين ، ولما دفعتهما إلى غير صاحبهما
64
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 64