نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 172
بالحقائق العلمية مثل الذي حصدته من مفاسد الكذب والانتحال والتحريف . فالعلم الحقيقي ، رواية كان أو دراية ، هو الذي يستند إلى خلق سليم ، إلى تحرر تام من النزعات الشخصية والانحرافات السياسية والمصالح الآنية ويستند بالتالي إلى محاسبة عسيرة مخلصة للنفس ، على كل ما يصدر عنها من قول وعمل . ولعل أخطر ما تهتم به الأوساط العلمية اليوم هو تنشئة الناشئة على الصدق في رواية الخبر ، والصدق في مجابهة المشكلات ، والصراحة في الإدلاء بالحلول . فالخلق الصادق في نظر الإمام شئ يأتي قبل المعرفة . المعرفة فن وتقنية ( تكنيك ) ، إنها أسلوب في جمع الحقائق وطريقة في التمحيص ، ومنهج في جمع الشواهد وتصنيفها أما الخلق السليم الصادق ، فهو روح الأمة ، وبالتالي ، روح كل ما يصدر عنها من علم وسياسة وقانون وفقه وفنون . وقد استهدى رحمه الله هذه الحقيقة من القرآن الكريم والسنة . أما القرآن ففي قوله تعالى : وإنك لعلى خلق عظيم ، وأما السنة ففيما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . والصدق لا يكون صدقا في الاقبال على العبادة وأداء الطقوس الدينية أي صدقا في تنظيم العلاقة بين الفرد والله فقط ، فهو وحده شئ أضعف من أن يحقق للإنسان رسالته ، بل هو الصدق في علاقته الاجتماعية ، أي صدق في النضال ، صدق في التحقيق العلمي ، صدق في الكشف عن عورات الناس ، صدق في تصوير عواطف الناس ومشاعرهم ، صدق في التصوير الفني والأدبي على اختلاف أساليبه . إن هذا الصدق ، وهو امتداد لصدق العلاقة بين الفرد والله ، هو الذي يفسر معنى قول الإمام رحمه الله : تعلموا الصدق قبل الحديث .
172
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 172