نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 92
واللؤلؤ بالذهب والفضة ، معلقا بسلسلة من ذهب فى رأس طاقة فى مجلسه ذلك ، وكانت عنقه لا تحمل تاجه ، إنما يستر بالثياب حتى يجلس فى مجلسه ذلك ، ثم يدخل رأسه فى تاجه ، فإذا استوى فى مجلسه كشفت عنه الثياب ، فلا يراه رجل لم يره قبل ذلك إلا برك هيبة له . فلما دخل عليه سيف بن يزن برك ، وقيل : إنه لما دخل عليه طأطأ رأسه ، فقال الملك : إن هذا لأحمق ! يدخل على من هذا الباب الطويل ثم يطأطئ رأسه ! . فقيل ذلك لسيف ، فقال : إنما فعلت هذا لهمى ، لأنه يضيق عنه كل شىء . ثم قال : أيها الملك ، غلبنا على بلادنا الأغربة . فقال كسرى : أى الأغربة ؟ الحبشة أم السند ؟ قال : بل الحبشة ، فجئتك لتنصرنى ويكون ملك بلادى لك . قال : بعدت بلادك مع قلة خيرها ، فلم أكن لأورط جيشا من فارس بأرض العرب ، لا حاجة لى بذلك . ثم أجازه بعشرة آلاف درهم واف ، وكساه كسوة حسنة . فلما قبض ذلك سيف خرج فجعل ينثر تلك الورق للناس . فبلغ ذلك الملك فقال : إن لهذا لشأنا . ثم بعث إليه فقال : عمدت إلى حباء الملك تنثره للناس ! فقال : وما أصنع بهذا ؟ ! ما جبال أرضى التى جئت منها إلا ذهب وفضة ، يرغبه فيها . فجمع كسرى مرازبته « 1 » فقال : ماذا ترون فى أمر هذا الرجل وما جاء له ؟ فقال قائل : أيها الملك إن فى سجونك رجالا حبستهم للقتل ، فلو أنك بعثتهم معه ، فإن يهلكوا كان ذلك الذى أردت ، وإن ظفروا كان ملكا ازددته . فبعث معه كسرى من كان فى سجونه ، وكانوا ثمانمائة رجل ، واستعمل عليهم رجلا منهم يقال له : وهرز وكان ذا سن فيهم وأفضلهم حسبا وبيتا ، فخرجوا فى ثمان سفائن فغرقت سفينتان ووصلت إلى ساحل عدن ست سفائن . فجمع سيف إلى وهرز من استطاع من قومه وقال له : رجلى مع رجلك حتى نموت جميعا أو نظفر جميعا . قال وهرز : أنصفت . وخرج إليه مسروق بن أبرهة ملك اليمن وجمع إليه جنوده ، فأرسل إليهم وهرز ابنا له ليقاتلهم فيختبر قتالهم ، فقتل ابن وهرز ، فزاده ذلك حنقا عليهم . فلما تواقف الناس
( 1 ) مرازبته : أى وزراءه . وقيل : هو الفارس الشجاع المقدم عند الملك .
92
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 92