responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 82


فلما هلك ربيعة بن نصر رجع ملك اليمن كله إلى حسان بن تبان أسعد أبى كرب ، فسار بأهل اليمن يريد أن يطأبهم أرض العرب وأرض الأعاجم حتى إذا كان بأرض العراق كرهت حمير وقبائل اليمن المسير معه وأرادوا الرجعة إلى بلادهم وأهلهم ، فكلموا أخا له يقال له عمرو وكان معه فى جيشه فقالوا له : اقتل أخاك حسان ونملكك علينا وترجع بنا إلى بلادنا . فأجابهم .
فاجتمعوا على ذلك إلا ذو رعين الحميرى ، فإنه نهاه عن ذلك ولم يقبل منه . فقال ذو رعين الحميرى :
< شعر > ألا من يشترى سهرا بنوم * سعيد من يبيت قرير عين فإما حمير غدرت وخانت * فمعذرة الإله لذى رعين < / شعر > ثم كتبهما فى رقعة وختم عليها ثم أتى بها عمرا فقال له : ضع لى هذا الكتاب عندك . ففعل . ثم قتل عمرو أخاه حسان ورجع بمن معه إلى اليمن « 1 » .
فلما نزل اليمن منع منه النوم وسلط عليه السهر ، فلما جهده ذلك سأل الأطباء والحزاة « 2 » من الكهان والعرافين عما به ؛ فقال له قائل منهم : إنه والله ما قتل رجل أخاه أو ذا رحمه بغيا على مثل ما قتلت أخاك عليه إلا ذهب نومه وسلط عليه السهر .
فلما قيل له ذلك جعل يقتل كل من أمره بقتل أخيه حسان من أشراف اليمن حتى خلص إلى ذى رعين . فقال له ذو رعين : إن لى عندك براءة . قال : وما هى ؟ قال :
الكتاب الذى دفعت إليك .
فأخرجه فإذا فيه البيتان ، فتركه ورأى أنه قد نصحه . وهلك عمرو ، فمرج أمر حمير عند ذلك وتفرقوا ، فوثب عليهم رجل من حمير لم يكن من بيوت المملكة ، يقال له لخنيعة « 3 » ينوف ذو شناتر « 4 » ، فقتل خيارهم وعبث ببيوت أهل المملكة منهم ، فقال قائل من حمير :
< شعر > تقتل أبناها وتنفى سراتها * وتبنى بأيديها لها الذل حمير < / شعر >


( 1 ) انظر : السيرة ( 1 / 41 ) . ( 2 ) الحزاة : جمع حاز ، والحازى هو الذى ينظر فى الأعضاء وفى خيلان الوجه يتكهن ، وقال الليث : هو الكاهن . ( 3 ) لخنيعة : قال ابن دريد : وهو من اللخع ، وهو استرخاء فى الجسم . ( 4 ) ذو شناتر : الشناتر هو الأصابع بلغة حمير ، واحدها : شنترة .

82

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست