نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 81
رأى وما هاله من ذلك . فقال الموبذان : وأنا أصلح الله الملك قد رأيت فى هذه الليلة رؤيا . ثم قص عليه رؤيا فى الإبل . فقال : أى شىء يكون هذا يا موبذان ؟ قال : حدث يكون من ناحية العرب . وكان أعلمهم فى أنفسهم . فكتب عند ذلك كسرى إلى النعمان بن المنذر أن يوجه إليه برجل عالم بما يريد أن يسأله عنه . فوجد إليه بعبد المسيح بن عمرو بن حيان بن بقيلة الغسانى . فلما قدم عليه قال له الملك : ألك علم بما أريد أن أسألك عنه ؟ قال : ليخبرنى الملك عما أحب ، فإن كان عندى منه علم وإلا أخبرته بمن يعلمه . فأخبره بالذى وجه إليه فيه . فقال له : علم ذلك عند خال لى يسكن مشارف الشام ، يقال له سطيح . قال : فائته فسله عما سألتك عنه ، ثم ائتنى بتفسيره . فخرج عبد المسيح حتى أتى إلى سطيح وقد أشفى على الموت ، فسلم عليه وكلمه ، فلم يرد عليه سطيح جوابا ، فأنشأ عبد المسيح يقول : < شعر > أصم أم يسمع غطريف اليمن * أم فاد فاز لم به شأو العنن يا فاصل الخطة أعيت من ومن * أتاك شيخ الحى من آل سنن وأمه من آل ذئب بن حجن * أبيض فضفاض الرداء والبدن رسول قيل العجم ينمى للوسن * لا يرهب الوغد ولا ريب الزمن تجوب بى الأرض علنداة شزن * ترفعنى وجنا وتهوى فيه وجن حتى أتى عارى الجاحى والقطن * تلفه فى الريح بوغاء الدمن < / شعر > فلما سمع سطيح شعره رفع رأسه يقول : عبد المسيح ، أتى إلى سطيح ، على جمل مشيح ، وقد أوفى على الضريح ، بعثك ملك بنى ساسان ، لارتجاس الإيوان وخمود النيران ، ورؤيا الموبذان ، رأى إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت فى بلادها . عبد المسيح ، إذا كثرت التلاوة ، وظهر صاحب الهراوة ، وفاض وادى السماوة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وخمدت نار فارس ، فليس الشام لسطيح شاما ، يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرفات ، وكل ما هو آت آت . ثم قضى سطيح مكانه ، فلما قدم عبد المسيح على كسرى أخبره بمقالة سطيح . فقال : إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكا قد كانت أمور . فملك منهم عشرة إلى أربع سنين وملك الباقون إلى خلافة عثمان رضى الله عنه .
81
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 81