نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 75
فبينما هو كذلك ، إذا أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس ، فقال : اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل . فأخذ حجرا فقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضى الناس . فرماها فقتلها ، ومضى الناس . فأتى الراهب فأخبره ، فقال له الراهب : أى بنى ، أنت اليوم أفضل منى ، قد بلغ من أمرك ما أرى وإنك ستبتلى ، فإن ابتليت فلا تدل على . وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوى الناس من سائر الأدواء ، فسمع به جليس للملك ، وكان قد عمى ، فأتاه بهدايا كثيرة ، فقال : ما ها هنا لك أجمع إن أنت شفيتنى . قال : إنى لا أشفى أحدا ، إنما يشفى الله ، فإن آمنت بالله ، دعوت الله فشفاك . فآمن بالله ، فشفاه الله . فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس ، فقال له الملك : من رد عليك بصرك ؟ قال : ربى ، قال : ولك رب غيرى ؟ ! قال : ربى وربك الله . فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام ، فجىء بالغلام فقال له الملك : أى بنى ، قد بلغ من سحرك ما يبرىء الأكمة والأبرص وتفعل وتفعل . فقال : إنى لا أشفى أحدا ، إنما يشفى الله . فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب . فجىء بالراهب فقيل له : ارجع عن دينك ، فأبى ، فدعا بالمنشار فوضع فى مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه . ثم جىء بجليس الملك فقيل له : ارجع عن دينك . فأبى ، فدعا بالمنشار فوضع فى مفرق رأسه ، فشقه به حتى وقع شقاه . ثم جىء بالغلام فقيل له : ارجع عن دينك . فأبى ، فدفعه إلى نفر من أصحابه ، فقال : اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل ، فإذا بلغتم ذروته ، فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه ، فذهبوا به ، وصعدوا به الجبل ، فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت ، فرجف بهم الجبل فسقطوا . وجاء يمشى إلى الملك ، فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ قال : كفانيهم الله . فدفعه إلى نفر من أصحابه ، فقال : اذهبوا به فاحملوه فى قرقورة فتوسطوا به البحر ، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه ، فذهبوا به فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت ، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشى إلى الملك . فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ قال : كفانيهم الله .
75
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 75